راح ترامب، ورجع ترامب

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب


كانت مفاجأة للبعض بأن يعود دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، فهو الملاحق بقضايا مالية وأخلاقية، لكن في أمريكا كل شيء ممكن، وعودة ترامب إلى البيت الأبيض على ظهر الفيل كانت متوقعة نوعا ما، فهو معروف من قبل الأمريكيين أكثر من كمالا هاريس من ناحية، ثم هو من الحزب الجمهوري المحافظ والمجتمع الأمريكي يبدو لا يزال يؤيد المحافظين، كما أن اللوبي اليهودي الصهيوني لعب دورا كبيرا كون ترامب الصديق الوفي لإسرائيل وبنيامين نتنياهو، ولا نغفل أن إدارة بايدن سيعرفها التاريخ بأنها كانت أسوأ إدارة في تاريخ أمريكا، لأنها لم تنجز شيئا يذكر، بل توحلت في الشرق الأوسط وخاصة في غزة ولم تنجح، أو بالأحرى لم تكن تريد أن تنجح في وقف هذه المجزرة، وهذا ما دفع الكثير من الناخبين التحول إلى ترامب. ومهما يكن من أمر، نرى بأن ترامب أنتصر على إمرأتين في حملتيه الانتخابيتين وربما لم يكن له أن ينتصر لو أنه واجه رجلين، لأن المجتمع الأمريكي يبدو أنه على غير استعداد لقبول امرأة في البيت الأبيض، خاصة وأنها من أصول هندية.
نجاح ترامب أسعد بعض الدول كإسرائيل، وروسيا التي يرتبط رئيسها فلاديمير بوتين بصداقه معه، وبعض الدول العربية كمصر فترامب كان يصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب" بديكتاتوريه المفضل، والسعودية التي احتفت به أيما احتفاء في زيارته الأولى بعد فوزه السابق، والإمارات، والأردن حيث الملك يجد نفسه أقرب إليه من سابقه بايدن، والمغرب كونه اعترف بالصحراء المغربية، ولكنه لم يسعد أيران، ولبنان، والعراق، وسوريا التي أهدى جولانها لإسرائيل، واليمن، وفلسطين التي نقل سفارة أمريكا للقدس المحتلة ليجعلها عاصمة إسرائيل، وكل الاتحاد الأوربي، وخاصة الأعضاء في حلف الناتو. على أي حال الحكم على ترامب العائد سيكون من تنفيذه لوعوده خلال حملته الانتخابية، إذ وعد بإنهاء حرب غزة، وحرب لبنان، وحرب أوكرانيا. مع الأيام سيتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ويأتيك من الأخبار من لم تزود.