حرب "الفيتو" في مجلس الأمن

فيتو روسي صيني في مجلس الأمن ضد المشروع الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة
فيتو روسي صيني في مجلس الأمن ضد المشروع الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة


تضاربت المواقف بشكل كبير في صلب مجلس الأمن فيما يخص المشاريع التي قدمتها الدول دائمة العضوية والأخرى المؤقتة للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، ورغم المساعي الحثيثة من خلال المفاوضات الجانبية في قطر للوصول إلى هدنة بين حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي يستمر القصف الوحشي على غزة ومشافيها ومرافقها بكل ما ينتج عنه من قتل همجي للأطفال والنساء (قتل حتى الأن أكثر من خمسين ألف من الفلسطينيين وحوالي مئة ألف مصاب، 13 ألف منهم أطفال، وما يعادلهم من النساء)، المواقف في مجلس الأمن كانت واضحة: موقف أمريكي جلي وصريح: وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع فقط، وهذا يعني استمرار الحرب بعد هذه الهدنة المؤقتة والمجازر الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وهذا المشروع تم معارضته بفيتو روسي ـ صيني، إذ قال المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا، فقال في كلمته أمام المجلس:" إن مشروع القرار الأميركي محاولة لتمكين إسرائيل من الإفلات من العقاب، وأنه لو اعتُمد هذا القرار فإنه سيغلق النقاش بشأن وضع غزة وسيطلق يد إسرائيل هناك، إذ إنه "يتضمن فعليا منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية في رفح، واستنكر في الوقت نفسه اعتراف السفيرة الأميركية الآن فقط بضرورة وقف إطلاق النار بعد أن تم تدمير غزة على مدى 6 أشهر" وكانت الولايات المتحدة تعارض حتى عبارة وقف إطلاق النار، واستخدمت حق النقض عدة مرات لإحباط قرارات تدعو لوقف فوري لإطلاق النار منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة. من جانبه، قال المندوب الصيني تشانغ جون إن مجلس الأمن "يتململ" لكنه لا يتخذ أي إجراءات لوقف إطلاق النار في غزة، وأن مشروع القرار الأميركي "غامض" ويتهرب من القضية الأكثر مركزية وهي وقف إطلاق النار". المندوب الجزائري عمار بن جامع قال:" إن نص مشروع القرار الأميركي "يسمح ضمنيا باستمرار قتل المدنيين، ويفتقر لضمانات واضحة". وكانت أمريكا قد استخدمت للمرة الفيتو ثلاث مرات ضد مشروع قرار طرحته الجزائر في مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة. اليوم وبعد حوالي ستة أشهر من عمليات القتل المنهجي للفلسطينيين، ووقوف شعوب العالم ضد هذه المجازر الوحشية، تستمر إسرائيل بوحشيتها وإصرارها على الهجوم البري على رفح بضوء أخضر أمريكي بقولها: " الهجوم مسموح لكن مع أخذ الاعتبار بحماية المدنيين"، ولكن هل كان هناك حماية للمدنيين في سائر قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر؟ اليوم تقول مصادر مختلفة إن الإدارة الأمريكية لن تستخدم حق الفيتو في مشروع تقدمه الدول غير دائمة العضوية لوقف مستدام لإطلاق النار في غزة، هل هذا يعني أنها وصلت إلى قناعة بأن استمرارية القتال لم تعد مجدية وأن أهداف إسرائيل (تحرير الرهائن، والقضاء على حماس) لن تتحقق، وبمفهوم آخر أن دولة الاحتلال ولأول مرة منذ نشأتها خسرت الحرب أمام المقاومة الفلسطينية؟