في الذكرى 13 لانطلاقة الثورة السورية المجيدة ضد حكم نظام الأسد الدموي ـ التسلطي ـ الطائفي انطلقت المظاهرات كما كانت في بدايات الثورة حيث خرج ملايين السوريين يملؤون شوارع المدن السورية بهتافات ثورية تؤكد على سلمية الثورة:"سلمية، سلمية"، ووحدة الشعب السوري:"واحد، واحد، واحد الشعب السوري واحد"، ورفض حكم الأسد وإنهائه:"سورية حرة، حرة وبشار يطلع بره". كلها شعارات يؤمن فيها الشعب السوري حتى بعد كل عمليات الإجرام الأسدية في سفك دماء حوالي مليون سوري، عشرات الآلاف منهم قتلوا تحت التعذيب، وهجر نصف الشعب السوري من مناطق تواجدهم، وانتشروا في زوايا الأرض الأربع. لقد خذلت معظم الأنظمة العربية الشعب السوري وعملت على خنق ثورته بدعمها لنظام الأجرام والذي حول سوريا إلى جمهورية موز، وكارتيل مخدرات، مصرعة الأبواب لكل شذاذ الآفاق من ميليشيات طائفية، ودول لا تبحث سوى عن مصالحها على الأرض السورية، جلبها لتحمي نظاما عاث ويعيث في سورية منذ نصف قرن ونيف. اليوم في هذه الذكرى خرج مئات الآلاف من المتظاهرين في المدن السورية في المناطق المحررة لينشدوا هتافات الأيام الأولى من الثورة ويتذكرون أهزوجة إبراهيم القاشوش :"يلا إرحل يا بشار" التي أودت بحياته وبقطع حنجرته ورمي جثته بنهر العاصي. هذه الآلاف من السوريين في إدلب والسويداء وحلب ودير الزور الذين رفعوا إعلام الثورة، تؤكد أنها متآلفة وتصبو إلى هدف واحد هو التخلص من الكابوس الأسدي، وعودة بناء سوريا على أسس دولة المؤسسات والديمقراطية، وليس دولة الديكتاتورية الطائفية الإجرامية، واللافت للانتباه أن الهتافات شملت أيضا هيئة تحرير الشام التي تسيطر على إدلب وزعيمها محمد الجولاني، ورفع المتظاهرون في احتجاجات إدلب، وهي الأكبر، لافتات كتب عليها "ثورة لكل السوريين - ثورتنا متماسكة - بتماسكنا ننتصر - ثورة حتى النصر". وهذا يؤكد رفض السوريين الخضوع لأي سلطة متسلطة مهما كان نوعها وانتماؤها، فسوريا التي جمعت كل الطوائف، وكل الأعراق، يرفض شعبها الأبي أي خطاب تجزيئي، أو طائفي، أو عنصري، أو تسلطي. فهذه الثورة ما زالت حية في نفوس السوريين، فلا بد يوما من كسر القيد، بإرادة الحياة.
