أيام مريعة تمضي على الفلسطينيين في غزة من قتل، وتشريد، وجوع، وتدمير يندى لها جبين الإنسانية، والمشاهد المروعة من إجرام دولة الاحتلال هزت ضمائر شعوب العالم، وجندت دول أجنبية نفسها لنصرتهم في حين يرين الصمت المريب في بلاد العرب، وكأن المذبحة اليومية لمئات الفلسطينيين تجري في جزر الواق الواق. وهذا الموقف كان محط تساؤل واستهجان من قبل أنظمة وشخصيات أجنبية:"لماذا تقف الأنظمة العربية موقف المتفرج ولا يصدر عنها سوى تصريحات فضفاضة لا ترقى إلى مستوى الكارثة، دون أي فعل يذكر على مستوى الجامعة العربية للضغط على أمريكا وإسرائيل لوقف هذه المجزرة، بل إن بعض هذه الأنظمة يقف إلى جانب القاتل ضد أخيه. وينتظر العالم أجمع اليوم بوجل نية دولة الاحتلال الهجوم على رفح حيث تكدس أكثر من مليون فلسطيني شردوا من ديارهم، وتحذر منظمات دولية من مذبحة كبرى في المدينة، ونزوج مئات الآلاف منها بل ودفعهم إلى صحراء سيناء. ورغم أن النظام المصري حذر من عملية التهجير إلا أن هناك مؤشرات على أن مصر تجهز نفسها لاستقبالهم إذ نشرت مؤسسة تُطلق على نفسها اسم “سيناء لحقوق الإنسان” بياناً قالت فيه إنها حصلت على معلومات تفيد بأن أعمال بناء جارية حاليا شرقي سيناء، لإنشاء منطقة أمنية معزولة مع الحدود مع غزة، بهدف استقبال لاجئين من القطاع حال حدوث عملية نزوح جماعي، خصوصا إذا بدأ الاحتلال تهديده وتنفيذه هجوما بريا ضد رفح. ونقلت المؤسسة عن اثنين من المقاولين المحليين قولهما، إن أعمال البناء التي حصلت عليها شركات محلية بتكليف من شركة أبناء سيناء للتشييد والبناء المملوكة لرجل الأعمال المقرب من السلطة إبراهيم العرجاني، تهدف لإنشاء منطقة محاطة بأسوار بارتفاع 7 أمتار، بعد إزالة أنقاض منازل السكان الأصليين التي دمرت خلال “الحرب على الإرهاب” وتمهيد التربة وتسويتها، على أن تنتهي هذه الأعمال في أقصر وقت ممكن لا يتجاوز العشرة أيام، وكانت رويترز قد ذكرت أيضا أن مصر تمهد منطقة على حدودها مع غزة يمكن أن تؤوي الفلسطينيين في حال أدى هجوم عسكري إسرائيلي على رفح إلى نزوح جماعي عبر الحدود. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن تهجير الفلسطينيين أمر غير مقبول، لكنه أوضح أن بلاده ستتعامل مع المدنيين بصورة إنسانية، وأضاف شكري في مؤتمر ميونيخ للأمن “لا نعتزم توفير أي مناطق أو منشآت آمنة، لكن إذا اقتضت الضرورة ذلك فسنتعامل بالإنسانية اللازمة" وأضاف:"إن حركة حماس خارج الأغلبية المقبولة من الشعب الفلسطيني، وتمارس العنف ولا تعترف بإسرائيل" ما أثار ردود فعل لدي المصريين وطالبوا على وسائل التواصل باستقالته.، ولكن ماذا يعني التعامل بالإنسانية اللازمة؟ فأمام كل هذه المجازر اليومية وصراخ النساء الفلسطينيات الثكالى: المستنجدات بكم واللاتي اعتقدن أنكم ستنجدونهن وأطفالهن كما قعل المعتصم بإلامرأة التي استنجدته بصرخة "وامعتصماه" استصرخن:"واعرباه أين أنتم؟" ولكن صم السمع، وغض الطرف، وبكمت الأفواه. لماذا لم تتعامل الأنظمة العربية بالإنسانية اللازمة تجاه إخوانهم حتى بالضغط لإدخال المساعدات من معبر رفح، في الوقت الذي يموت فيه الأطفال جوعا وبردا وتشريدا، ولديهم كل الإمكانيات لفعل ذلك؟ هل هناك جواب مقنع؟