كي لا ننسى مجزرة حماة الرهيبة

مجزرة حماة الرهيبة
مجزرة حماة الرهيبة


في مثل هذه الأيام قام شقيق رئيس النظام السوري السابق رفعت الأسد الذي كان يترأس سرايا الدفاع بأبشع مجزرة عرفتها سوريا في القرن العشرين، فعلى خلفية الصراع بين النظام والإخوان المسلمين الذين قاموا بمحاولة اغتيال حافظ الأسد، وقاموا بعدة عمليات مسلحة ضد النظام، قام هذا الأخير بارتكاب أول مجزرة لسجناء في سجن تدمر سيء الصيت في العام 1980، ثم أتبعها بمجزرة حماة في شباط/ فبراير 1982. إذ قامت وحدات سرايا الدفاع والصراع وكتائب من الجيش بتطويق مدينة حماة وحصارها لمدة شهر كامل وقاموا بقصف أحياءها القديمة ودمروها تدميرا كاملا، ثم دخلت هذه القوات إلى الأحياء وارتكبت بحق السكان المدنيين أبشع المجازر، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد القتلى من الرجال والأطفال والنساء تجاوز 40 ألفا. وحسب شهادات الصحافي الفرنسي في صحيفة ليبراسيون سورج شالاندون الذي كان الشاهد الوحيد على المجازر إذا دخل المدينة متنكرا بعد انسحاب القتلة ليرى ما لم يتخيله عقل بشري من جثث متنائرة بالمئات في الشوارع، وجثث الأطفال الذي تجمعوا بعد نداءات من القتلة لتوزيع الخبز عليهم لكنها كانت مصيدة لهؤلاء الأطفال الذين احتشدوا في الساحة ولم يتوقعوا أن عناصر سرايا الدفاع ستطلق عليها الرصاص، وجثثهم تبقى في الساحة تنهشها الكلاب. يقول شالاندون لقد رأيت أيادي وجثث مقطعة الرؤوس، وأصابع تم بترها على أحد الأرصفة، ورأي الأمهات الثكالى اللاتي أجبرن على اختيار شخصين من عائلاتهم ليتم قتلهم أمام أعينهن. ويقول شاهد آخر وحيد نجا من المجزرة إذ سقط تحت جثة قتيل صدفة وبقي عدة أيام لا يتحرك حتى انسحب القتلة وهرب ليلا من المدينة أن رفعت الأسد زار المدينة في منتصف الشهر وسأل أحد الضباط عن عدد القتلى فقال حوالي عشرين ألفا فأجابه هذا العدد غير كاف زيدوهم عشرين آخرين، وهكذا تم قتل أكثر من 40 ألفا ودمرت أحياء حماة التاريخية. هذه المجزرة المروعة التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية لم يحاسب عليها حافظ وشقيقه رفعت إذ كان النظام مدعوما من الغرب بشكل عام، حتى أن الإعلام الغربي والعربي على حد سواء لم يصدر عنها أي تعليق. هذه المجزرة كانت أيضا فاتحة لمجاز أخرى في حلب، وجسر الشغور، وسواهما من المدن السورية، تحت مسمى "إرهاب الإخوان المسلمين" تماما كما فعل ويفعل الوريث بشار منذ اندلاع الثورة السورية، إذ ارتكب المجازر في معظم المدن السورية، ووصل أعداد الضحايا إلى أكثر من نصف مليون قتيل ونصف مليون جريح، طبيعة هذا النظام لم تتغير بل ازدادت جرائمه بحق السوريين بحيث أن عداد الضحايا لم تعد تحصى، بل أصبحت كما يقول ستالين إن قتل شخص واحد فيعد جريمة ويحاسب فاعلها، أما قتل مليون شخص فهو مجرد إحصاء.