عودة الابن الضال

الجامعة العربية
الجامعة العربية


قررت جامعة الدول العربية اليوم الأحد استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها بعد أكثر من 11 عاماً على تعليق أنشطة دمشق إثر الاحتجاجات التي تحولت إلى نزاع دام قسّم سوريا وأتى على اقتصادها وبنيتها التحتية.
وقال أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط: قررنا دعوة سوريا لشغل مقعدها، وعودة العلاقات الطبيعة بين الدول العربية ودمشق قرار سيادي لتلك الدول. وأضاف قوله إن الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه المشاركة في قمة الجامعة “إذا ما رغب”.
يعود الابن الضال إلى حضن الجامعة العربية بعد أن قتل من الشعب السوري ما يقارب المليون شخص، وتسبب في موت عشرات الآلاف من المعتقلين تحت التعذيب، وشرد نصف الشعب السوري، بين لاجئين ونازحين، ودمر قسما كبيرا من البنى التحتية والمباني والمساكن بإسقاط البراميل المتفجرة على رؤوس الناس، وخنق الأطفال بالأسلحة الكيماوية. وجلب المستعمرين الجدد إلى الأراضي السورية بقضهم وقضيضهم، وميليشيات "أبو شحاطة" ليعيثوا فيها فسادا، وقتلا، وسفكا لدماء السوريين. وبفعله تجزأت سوريا إلى مناطق تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ومناطق تابعة للمعارضة المسلحة، وتدخلت دول عديدة في الشأن السوري، وعلى رأسها روسيا التي بنت قواعد عسكرية وبحرية، وأمريكا الداعمة ل"قسد"، وتركيا الداعمة للمعارضة المسلحة، وإيران وميليشياتها وفي مقدمتها حزب الله اللبناني، التي تبني بدورها قواعدها وتسيطر على أراض وعقارات في كل مكان.
يعود الابن الضال بكفين تقطران بدم السوريين، وبجيوب مليئة بالكبتاغون كهدية لكل الدول الداعمة له، لقد اعتقد الأخوة أن بعودة الابن الضال إلى أحضانهم سيتمكنون من إقناعه بطرد مليشيات "أبو شحاطة" من سوريا، والقوى الأجنبية، ووقف صناعة الكبتاغون التي شعروا بخطرها على شعوبهم، ولكن هيهات، هيهات.
لقد حول الأخوة العرب الثورة السورية المجيدة إلى ثورة جياع بحاجة لمساعدات، وتأمين عودة أمنة للاجئين، وإعادة البناء، ولكن هيهات هيهات. فلا يوجد لاجيء سوري واحد يرغب أن يكون تحكم حكم الطاغية، ولا أحد يرغب بمساعدة الأخوة، أما إعادة الإعمار فستكون الفاتحة لعمليات السلب والنهب.
أيها الأخوة العرب إن الشعب السوري الذي قام بثورته المجيدة لا يريد أن يعود ولا خطوة واحدة للوراء، إن الشعب السوري يبحث عن كرامته وحريته ودولة سورية جديدة تقوم على الديمقراطية، ودولة المؤسسات، والحرية. فهل أنتم قادرون على ذلك، هل أنتم قادرون على إخراج حزب الله من سوريا؟ هل أنتم قادرون على أيقاف القصف الإسرائيلي على مطارات وموانيء سوريا، هل أنتم قادرون على إخراج الأمريكان والروس والإيرانيين، والأتراك، من سوريا؟ هل أنتم قادرون على منع ماهر الأسد من توقيف مصانع الكبتاغون التي يسيطر عليها؟ هل أنتم قادرون على تطبيق قرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها قرار 2254؟ إذا كنتم قادرين على ذلك، فالابن الضال سوف لن يجد مكانا بينكم.