وحيدة القنيطرة


بعد تهديد رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو  رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد سقوط ثلاثة صواريخ على الجولان السوري المحتل لم تحدث أي ضرر يذكر، أن يلتزم أدبه ويتوقف عن ضرب صواريخ أخرى وإلا.. وهو يفهم القصد.. كلام نتنياهو فيه مغزى كبير لأنه ينوه إلى حرب 67 التي "انتصرت فيها سوريا" حسب تحليلات النظام السوري الذي كان قائد جشيه ليس سوى حافظ الأسد، لأن هذف دولة الاحتلال كان إسقاط نظام البعث، وبما أنها لم تسطع اسقاطه فهذا بحد ذاته انتصار. حافظ والد بشار  ورث "سورية الأسد" أي الجملكية التي أسسها بانقلاب على زملائه البعثيين.. والمعنى الذي كان يريد أن يوصله نتنياهو لوريث الجملكية هو أن لا ينسى أن أباه باع الجولان. وفي بلاغ رقم 66 تحديدا عندما طلب من الجيش السوري الانسحاب من القنيطرة لأن جيش الاحتلال قد احتلها. وفي الواقع لم يكن هناك أي جندي من دولة الاحتلال قد وطأ أرض الجولان. هذه الخيانة العظمى من قبل وزير دفاع كان يجب أن يحاكم عليها ويعدم. لكن تم فهم اللعبة بعد تأييد انقلابه دوليا.. بعد تهديد دولة الاحتلال بشار الأسد ران الصمت المريب، لم يجرؤ وريث الجملكية حتى التعليق على التهديد رغم كل الضربات الجوية التي تتساقط على مطارات وموانيء سوريا ومواقع عسكرية للمحتل الإيراني. هذا التهديد أرجعني إلى ذكرى بعيدة حيث ذاع صيت أمرأة سورية من القنيطرة رفضت أن تهجر مدينتها كما فعل كل السكان، وبقيت وحيدة القنيطرة تواجه وحدها جيش الاحتلال الإسرائيلي. هذه المرأة الشجاعة، النبيلة، الحرة، الوطنية أعطت درسا بالشجاعة لكل الجبناء وخونة الجولان. وبقيت وحيدة تزرع وتأكل من حصادها سنين طويلة، وبعد انسحاب دولة الاحتلال من القنيطرة بمفاوضات مع المحتل، كانت هي في استقبال المهزومين. وعاشت عدة سنوات بعدها، وقبل رحيلها كتبت على باب بيتها:" من لا يخاف يموت مرة واحدة، ومن يخاف يموت مئة مرة"