شعرة معاوية لن تهتز

شخصية معاولية في مسلسل معاوية
شخصية معاولية في مسلسل معاوية


أثار مسلسل معاوية بن أبي سفيان المزمع بثه خلال شهر رمضان المبارك حفيظة كل من يعاديه منذ دهر سحيق لأسباب تعود لخلاف حول الخلافة بينه وبين سيدنا علي بن أبي طالب، ويشمل هذا الخلاف أيضا سيدنا أبو بكر الصديق، وعمر ابن الخطاب، وحتى عثمان بن عفان. مع أن معاوية كان صحابيا وكاتبا للرسول (ص)، وكان واليا في دمشق. وأسس الدولة الأموية التي دامت حوالي قرن الذي تمت خلاله كل الفتوحات الإسلامية، ففي العام 711 ميلادي كانت جيوش الخلافة الإسلامية على تخوم الصين شرقا، وفرنسا غربا، وأصبحت دمشق عاصمة عالمية إضافة إلى كونها الأقدم. ويعود الفضل في بناء أسس الدولة الإسلامية وتحديثها وتطويرها لهذا الرجل الذي استطاع بسياسة شعرته أن يجعل من نظام الحكم نظاما قويا متماسكا دون المساس بحرية الناس حسب قوله: "لو كان بيني وبين الناس شعرة لما انقطعت، إذا شدوا أرخيت، وإذا أرخو شددت"، اليوم تعود ذكرى مناقبه، ودهائه السياسي، في هذا المسلسل التاريخي الذي لا يهدف للغمز من قناة معاديه، بل إلى إعطاء هذا الرجل حقه كرجل دولة بارز في تاريخ الدولة الإسلامية، فلماذا كل هذا الضجيج المعارض للمسلسل، وإظهار الأحقاد، وفتح أبواب الضغينة من جديد، ونكء الجرح القديم؟، ولماذا تمت المطالبة بعدم بثه؟ مع العلم أن معاوية قام هو وأبناؤه وأحفاده ببناء أصرحة إسلامية خالدة على مر الزمن: المسجد الأموي في دمشق، والمسجد الأموي في حلب، ومسجد الأقصى، وقبة الصخرة في القدس، ولا ننسى حضارة الأندلس التي أسسها أحد أحفاده صقر قريش عبد الرحمن الداخل التي بهرت العالم إلى اليوم بعلومها وثقافتها وعمرانها. ولو قام معادوه بإخراج مسلسل عن سيدنا علي لما أثار حفيظة أحد، بل على عكس ذلك فإنه سيشاهد بكثير من السعادة والغبطة فسيدنا علي مبجل مكرم فهو ابن عم الرسول، وصهره، وسيف الله المسلول، وخليفة المسلمين. أما كما يشاع حاليا أن النية هي إخراج مسلسل عن "أبو لؤلؤة" قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أحد أعظم رجالات الإسلام، وأحد المبشرين بالجنة، والذي كان النبي (ص) يطلب من ربه أن يعز الإسلام بأحد العمرين، فهذا يهدف إلى إثارة نعرة طائفية واستفزاز لا مبرر له، فهذا القاتل قام بعمل شنيع، ولا يورد اسمه إلا بارتكاب هذه الجريمة النكراء التي أنهت حياة أعدل الناس سيدنا عمر بن الخطاب. وأعتقد جازما أن معاوية، صاحب الشعرة الشهيرة، لو كان حيا وسمع ما سمعنا لما اهتزت شعرة منه، وقال أنا خليفة كل المسلمين، ولو كان بيني وبينهم شعرة لما انقطعت.