عندما أطلق السوريون في صرختهم الأولى عندما انطلقوا في شوارع المدن السورية في ثورتهم المجيدة ضد نظام الإجرام:"واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد، وهي صرخة من القلب، وليست شعارا خلبيا كشعارات البعث الجوفاء. كانت تأكيدا على أن الشعب السوري بجميع مكوناته الدينية والعرقية واحد، لا فرق بين مسلم ومسيحي، ودرزي وعلوي أو واسماعيلي، وكردي وعربي، أو شركسي وتركماني..وكانت تحذيرا لنظام الإجرام أن كل محاولاته التي مارسها لتفتيت المجتمع السوري لن تثني هذا الشعب الجبار من الحفاظ على وحدته وتماسكها، فالشعب السوري متعدد الأعراق والطوائف وهذا ما يميزه بأنه يحرص على وحدته لأن هذا التعدد هو إغناء ثقافي وفكري وديني ضمن الوعاء السوري الواحد. ويظهر هذا جليا في المحن، وفي مواجهة المصاعب والأخطار، وقد أثبتت نكبة الزلزال المدمر أن العود لا يحن عليه سوى قشره في نهاية الأمر، وإن نحج نظام الإجرام في استمالة البعض لصفه ليصفقوا له ويحمدوا بحمده، فإزاء الكارثة وتلكؤ العالم لنجدة السوريين المتضررين وخاصة في المناطق المحررة لم يجدوا سوى إخوتهم السوريين، وهذا ما عبر عنه العشائر في فزعتهم وإرسال أكثر من سبعين شاحنة معونات للمناطق المنكوبة. وفي الجانب الآخر قام فريق الخوذ البيضاء، كما عودنا خلال كل السنين الماضية في عمله الدؤوب لإنقاذ الضحايا السوريين من إجرام النظام بقصفه منازلهم مع أعوانه الروس والفرس وميليشياتهم وشبيحتهم، قام اليوم بعمليات الإنقاذ الجبارة لضحايا الزلزال المدمر الذي حاول نظام الإجرام استغلاله أبشع استغلال لتجيير النكبة لصالحه على حساب المنكوبين. وهذا دليل آخر على أن هذا النظام لن يغير من طبيعته الإجرامية وحقده ودمويته لهذا الشعب الصامد، وقام آلاف السوريين حول العالم بجمع التبرعات، وقادوا حملات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي للدعم والمساعدة، هذا هو الشعب السوري الذي يناضل من أجل التخلص من نير البعثية، والطائفية، والتفرقة، والفساد، والارتهان للخارج. إن "السوري اليوم" يثمن عاليا فزعة العشائر النشامى، وبطولات الخوذ البيضاء، وكل الأيادي البيضاء التي ساهمت في التخفيف عن آلام السوريين في نكبتهم.