قام مئات الشبان من أبناء السويداء الأحد في عاصمة جبل العرب السويداء (جنوب سوريا) بمظاهرات عنيفة احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والخدمية في البلاد، و اقتحموا مبنى المحافظة، ورفعوا لافتات للتنديد بتدهور الظروف المعيشية وعجز النظام السوري عن تأمين الحد الأدنى من المواد الضرورية كالتدفئة والكهرباء وبقية الخدمات والسلع الأساسية، وردد المحتجون أمام مبنى المحافظة هتاف الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام"، قبل أن يقتحم بعضهم المبنى الواقع وسط المدينة، والبعض الآخر يمزق صور رئيس النظام السوري بشار الأسد، وآخرون يدوسون على صورة أبيه حافظ الأسد، وكعادة النظام الدموي نشر مجموعة من القناصة على سطح مبنى المحافظة، وقوات أخرى حولها التي بدأت بإطلاق الرصاص على المحتجين فقتل شاب وأصيب سبعة آخرون، فقام شبان آخرون بإضرام النار في مدرعة أمنية تابعة للنظام وسط المدينة بعد دخولها بينهم لتفريقهم، كما سيطروا على سيارة دفع رباعي مزودة برشاش حاولت تفرقتهم.
وقطع المحتجون عدة طرق داخل المدينة بعد استنفار قوات النظام والميليشيات الموالية له. وتأتي هذه المظاهرات كنتيجة حتمية لتردي الأوضاع المعيشية في كامل المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام بعد أن انخفض سعر الليرة السورية إلى مستويات متدنية حيث تجاوز سعرها بالنسبة للدولار ال 5700 ليرة للدولار الواحد، في الوقت الذي لا يتجاوز دخل الفرد 25 دولارا شهريا، إضافة إلى ذلك تشهد مناطق جبل العرب فلتاناً أمنياً تقوم باستغلاله عصابات ومليشيات تخطف وتقتل وتبتز أبناء المحافظة، وهناك انتشار غير مسبوق للمواد المخدرة دون محاسبة للتجار والمروجين.
ويخشى النظام أن تنتشر الاحتجاجات في سائر المناطق الأخرى من سوريا لتعيد سيرة الثورة الأولى والعودة إلى إطلاق شعار الثورة بإسقاط النظام، حيث تتم الدعوات للتظاهر مجدداً.
إن محاولات النظام إسكات الأفواه الجائعة بالرصاص ستبوء بالفشل، وثورة أحفاد سلطان الأطرش الذي أقام ثورة سوريا الكبرى في العام 1925 ضد الاستعمار الفرنسي أسمعت آذان النظام التي بها وقر، وكل من والاه وبه صمم.