يزداد السوريون تعجبا بعد إعجاب من مواقف السياسية التركية في سوريا والسوريين. فبعد لقاءات جمعت بين أمنيين أتراك ومن النظام الأسدي، تفاجأ السوريون من تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو في لقاء متلفز على قناة "تي في 100" التركية في 27 تموز/يوليو قال فيه:"أن الولايات المتحدة وروسيا لم تفيا بوعودهما بإخراج الإرهابيين من المنطقة، وهذا يدل على عدم إخلاصهما في محاربة الإرهاب.." وقال إن تركيا قد أجرت محادثات مع إيران للمسألة ذاتها وأضاف:" سنقدم كل أنواع الدعم السياسي لعمل النظام السوري في هذا الصدد، ومن الحق الطبيعي للنظام السوري أن يزيل التنظيم الإرهابي من أراضيه" جاء هذا التصريح بعد أيام معدودات من قمة طهران التي جمعت الرؤساء الثلاثة للدول الضامنة لمسار أستانا أي تركيا وروسيا وإيران. وهذا يعطي الانطباع بأن هناك اتفاقا سريا بين الرؤساء الثلاثة بدعم موقف تركيا في مواجهة "قسد" مقابل التطبيع مع النظام. مع أن تركيا تعي تماما بأن "قسد" تعمل في تناغم مع النظام، وأن هذا الأخير حشد إمكانياته العسكرية في مناطق الاستقلال الذاتي لمواجهة أي عملية تركية ضد قوات سورية الديمقراطية. ومن هذا التناقض الكبير في المواقف يتساءل مراقبون حول زيارة فيصل المقداد لطهران بعد القمة مباشرة لأخذ العلم بمجريات المباحثات الثلاثية. هذه التصريحات أثارت الكثير من ردود الفعل لدى السوريين في تركيا والمناطق المحررة وقامت مجموعات كبيرة بوقفات احتجاجية على هذه التصريحات، وحده الائتلاف التزم الصمت ولم يطلب أي توضيح من الخارجية التركية، وكذلك الجيش الوطني الذي كان ينتظر ساعة الصفر لينطلق في معارك طاحنة ضد قوات سوريا الديمقراطية لتحرير تل رفعت ومنبج حسب مخطط تركي أعلن عنه الرئيس رجب طيب أوردغان أكثر من مرة. فهل القضاء على "قسد" يأتي على أيدي النظام السوري؟ من السذاجة بمكان أن نعتقد أن نظام دمشق سيزج بقواته في المناطق الكردية حيث تتواجد القوات الأمريكية لدعم المشروع الكردي في سوريا ولن تقبل هزيمته أبدا. فهل مثل هذه التصريحات رسالة لأمريكا أيضا تنذر بفتح جبهة جديدة في شمال شرق سورية تجد فيها أمريكا نفسها مجبرة على قعقعة السلاح يشغلها عن المشروع النووي الإيراني وحرب روسيا في أوكرانيا؟ ربما.