استفاق البيروتيون، ثم العالم أجمع يوم الرابع من آب/ أغسطس على انفجار لم يشهده لبنان في تاريخه، حوًل مرفأ بيروت إلى هباء منثور، هذا المرفأ الذي تم تشييده في نهاية القرن التاسع عشر، كان نافذة مفتوحة على العالم لترويج التجارة والاقتصاد في بلد الأرز والتفاح وعشاق السفر.
مئتا قتيل على الأقل، وآلاف المصابين، ودمار الأحياء المتاخمة التاريخية، ولا أحد حرك ساكنا، صم، عمي، بكم، وكأن هذا الانفجار وقع في جزر الواق واق والمسؤول ربما السندباد.
من بين القتلى والجرحى والمتضررين سوريون ومنهم الطفلة سما مخول التي فقدت عينها وتطالب بإعادتها باكية بعينها التي لم يأت عليها الانفجار.
عام مضى تمخض عن كشف الكثير من المستور، من جاء ب 2750 طنا من نترات الأمونيوم وخزنها في مرفأ بيروت؟ ومن قام باستخدام الكمية الكبيرة منها قبل أن تنفجر الكمية المتبقية؟
التحقيقات كشفت أن رجال أعمال سوريون قريبون من النظام مقيمون في روسيا ولديهم شركات وهمية في بريطانيا هم من قاموا بعملية شحن هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم، وبعد الانفجار قاموا سريعا بإغلاق شركاتهم الوهمية.
إذا هناك ضلع للنظام السوري، ليس في الانفجار، ولكن في جلب هذه الكمية الكبيرة من نترات الأمونيوم.
ولكن ماهي استخدامات هذه المادة المتفجرة؟ هل هي لصناعة الأسمدة كما يشاع؟ فهذه الكمية يمكن أن تصنع أسمدة لمزارع فرجينيا ويزيد، فلبنان الذي لا تزيد مساحته عن عشرة آلاف كم2 على أية لا يحتاج لهذه الكمية من السماد، ومعظم مزارعي لبنان يستخدمون السماد الطبيعي.
إذا الوجهة الوحيدة المحتملة التي استخدمتها هي النظام السوري، وبما أن التحقيقات أكدت أن الشحنة وصلت ميناء بيروت في العام 2013 وفي هذا العام كاد النظام السوري أن يترنح تحت ضربات المعارضة، وكان لا بد له من استخدام سلاح رخيص، بعد أن نفذت ذخيرته مرتفعة الثمن، فمن المرجح أن الحليف الشيطان الروسي وسوس له عن طريقة رخيصة تقتل خبط عشواء من تصب تمته وتدمر ما حوله: البرميل المتفجر.
وباتت البراميل المتفجرة تسقط على رؤوس الناس ولم تتوقف إلا بعد أن وصل الشيطان الروسي بكل ترسانته لإخراج النظام من هوته.
البوم ، وبعد عام من الانفجار يطالب اللبنانيون بالحقيقة، ومعاقبة المسؤولين، والتعويض عن الأضرار في الأرواح، والأعضاء المبتورة، والممتلكات، لكن هيهات أن تكشف الحقيقة التي دون شك ستلتحق بأخبار كان، وأن تجبر الحقوق.. أما سما مخول فلا أحد أعاد إليها عينها، وما زالت تبكي بعينها التي لم يصبها الانفجار.