في مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأمريكية، وخلال زيارته لواشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن، صرح العاهل الأردني أن " رئيس النظام السوري بشار الأسد باق في السلطة ولوقت طويل، وعلينا أن نكون ناضجين، وإجراء حوار معه.
وأضاف أن “الرئيس السوري بشار الأسد لديه استمرارية ، وعلينا أن نكون ناضجين في تفكيرنا، هل نريد تغييراً في النظام أم تغييراً في السلوك؟ إذا كانت الإجابة تغيرا في السلوك، فماذا علينا أن نفعل للتلاقي حول كيفية التحاور مع النظام، لأن الجميع يقوم بذلك، لكن ليست هناك خطة واضحة إزاء الحوار حتى اللحظة.
وأشار إلى أن “لدى روسيا دوراً محورياً، ودون التحدث مع روسيا، كيف يمكننا الاتفاق على مسار يأخذنا نحو الأمل للشعب السوري.
كما اعتبر أن “الدافع باتجاه الحوار (مع النظام) بصورة منسقة، أفضل من ترك الأمور على ماهي عليه".
في الوقت الذي كان العاهل الأردني يعطي هذه التصريحات، كان نظام الأسد ينقلب على الاتفاق الذي أبرمه مع وجهاء درعا، ودبابات الفرقة الرابعة تقتحم المدينة، تقتل، وتفتك، وتخرب، وتهدم، وتعفش، وتقنص.. هذا هو سلوك الأسد ونظامه بنقض المواثيق، والاتفاقات، وقوانين حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، وهذه هي عقلية نظام يخون شعبه منذ نصف قرن ونيف، ألم ينقلب هو وحراسه الروس على كل الاتفاقات مع المعارضة، في مناطق خفض التصعيد، وفي سوتشي، وآستانا، واليوم طائرات روسيا، وطائرات النظام تمطر المدنيين بكل ما انتجت المصانع الروسية من ذخائر وأسلحة قام بوتين بتجربتها في لحم الأطفال السوريين.
جلالة الملك، إن الشعب السوري يثمن عاليا مواقفك النبيلة والوطنية، ومواقفك من النظام السوري منذ بداية الثورة، ووقوفك إلى جانب الشعب السوري، واحتضانك لمئات الآلاف من اللاجئين، ولا ننسى تصريحك بعد الثورة مباشرة الذي قلت فيه: " أعتقد لو كنت مكانه لتنحيت، وعليه أن يهيئ الأجواء لمرحلة سياسية جديدة ويبدأ حقبة جديدة من الحوار السياسي قبل أن يتنحى" سيدي الكريم، رئيس النظام السوري لم يسمع النصيحة، بل حرض سفيره بهجت سليمان ضد المملكة، وقمتم بطرده بعد تصريحاته المعادية لكم. بل منذ أن أسديتم له هذه النصيحة إلى الآن قتل ما يقارب المليون شخص من الشعب السوري، وتعلم جيدا أن شرد نصف الشعب السوري بين لاجيء، ونازح، وتعلم أيضا أنه دمر نصف سورية، والحبل على الجرار، فهو مازال يقصف بقرى ومدن إدلب وحوران، ومازالت سجونه تغص بمئات آلاف المعتقلين، الذي قتل منهم الكثير تحت التعذيب، فكيف لشعب عاني من كل هذه الويلات أن يأمن لنظام طائفي، قمعي، مخابراتي؟
وكيف يأمن أيضا لحليفه وسيده الروسي الذي يرتكب من الجرائم على الأرض السورية مع مرتزقته ( مرتزقة فاغنر )ما يرقى لجرائم حرب وضد الإنسانية، فهل تريد يا جلالة الملك أن تستمر هذه المجازر، وهذه الانتهاكات بحق الشعب السوري؟ نحن نتفهم أن الوضع الاقتصادي الأردني يحتم فتح المعابر الحدودية ( وهذا ما تم مؤخرا). ولكن الاعتراف بهذا النظام وتعويمه وعودة علاقات طبيعية معه ستكون لصالحه أكثر منها لصالح الأردن، وبالتأكيد ليست لصالح الشعب السوري. فهل المطلوب من الشعب السوري الجريح أن ينسى كل آلامه ويقبل بالأسد إلى الأبد؟