جاء في سفر الخروج في التوراة، الوصايا العشر، التي أمر الله موسى أن يتبعها وقومه، ونقشها على لوح حجري:
أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ.. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ.
لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلًا.
اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.
أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
لاَ تَقْتُلْ.
لاَ تَزْنِ.
لاَ تَسْرِقْ.
لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.
. لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَورهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ.
هذه الوصايا التي يفترض من دولة قائمة على الديانة اليهودية، واحتلت أراضي فلسطين بحجة أنها أرض الميعاد أن تحترمها وتتبعها بحذافيرها: فالوصايا الخمس الأخيرة لا تنطبق على واقع سلوكية زعماء بني صهيون، فهم يقتلون الفلسطينيين، ويسرقون أراضيهم، ويشهدون شهادات زور في المحافل الدولية. وهذا الأمر منذ بدء الفكر الصهيوني واستراتيجيته باحتلال فلسطين. وقد انطلى هذا الكذب على شرائح واسعة من المجتمع الدولي، وعلى اليهود أنفسهم. بعد سبعين عاما ونيف من الاحتلال، بدأ الوعي يدب في عقول بعض المسؤولين الإسرائيليين، وما جاء في كتاب الجنرال المتقاعد شاؤول أرئيلي يؤكد ذلك في كتابه: " هل هكذا حدث بالضبط" الذي ينافي تماما الفكر الصهيوني، وينسف مقولة الصهيونية ويفندها. إذ يقول:" مقولة الصهيونية التقليدية بأن فلسطين كانت خالية من السكان، إنه في التعداد الذي أجراه البريطانيون عند بداية الانتداب في العام 1922 تم في البلاد احصاء حوالي 700 ألف عربي، ويؤكد أن البلاد لم تكن فارغة فقط، بل كان فيها اكتظاظ يصل الى 27 نسمة لكل كيلومتر مربع وقد كانت من البلاد المكتظة من بين الدول العربية، وكانت الثانية بعد لبنان. كما يوضح أن زعماء الصهيونية عرفوا الواقع كما هو ويشير أن إسرائيل زينغفيل كتب في 1905: “أرض إسرائيل نفسها هي مأهولة” فيما كتب دافيد بن غوريون في 1918: “أرض اسرائيل ليست أرض خالية من السكان. أما يوسف حاييم برنر كتب في 1919: “يجب على شبابنا في ارجاء العالم أن يعرفوا الآن الحقيقة عن أرض اسرائيل فهي مسكونة بالعرب “. ويشير أرئيلي لعدة أساطير جعلت الإسرائيليين عالقين مع الصراع كـ ” شعب عاد لبلاد بلا شعب ” أو ” لا يوجد شعب فلسطيني ” أو ” الأردن هي فلسطين ” و ” لا يوجد شريك فلسطيني للمفاوضات ” أو ” الاستيطان اليهودي هو من يرسم حدود إسرائيل” أو ” رغب اليهود بالهجرة للبلاد وحال البريطانيون دونهم ” أو ” لم يبرح الفلسطينيون بعد نظرية المرحلية وهم يريدون تدمير إسرائيل” أو ” دعوة المفتي والدول العربية الفلسطينيين للهرب من بلادهم ” أو ” القدس عاصمة للأبد”. هذه الأساطير التي كانت من أساطير الصهاينة الأولين، تتآكل مع انكشاف حقيقة هذا الكيان الذي كان يرفض التعامل مع الفلسطينيين بشكل خاص، والعرب بشكل عام، ولا العرب عرفوا كيف يتعاملون معه. اليوم يجب أن تعي أنظمة العرب المطبعة والطامعة ببعض الميزات التي ستمنحها لهم إسرائيل وأمريكا، واليهود أيضا أن للفلسطينيين حقوق يجب احترامها، وأن هذا الشعب سيناضل حتى يستردها بكل وسائل النضال، وكما كان يقول أبو عمار: شاء من شاء، وأبى من أبى.