ليكن يوم غد نقطة بداية في هجر المساجد والاكتفاء بأداء صلواتكم في بيوتكم فلا قيمة مضافة ولا رجاء يرتجى من صلاة تؤدى خلف إمام ألّه قاتلا وخرّ ساجدا له يسبح بحمده ويدعوا له ، ولست مضطرا أن تتمتم بكلمة ( آمين ) كرها وخوفا .. فعبادة الله لاتحتاج الانتقال لحيز كبير يجمعك بالمنافقين والمخبرين والزاعقين على المنابر .
عبادة الله في الحالة السورية لها وجوه أخرى وأولها مغادرة هذا النفاق ومقاطعة تلك المساجد التي يؤم المصلين فيها كلاب ضاله ومضلة ، فغرفة في بيتك تعقد فيها صلتك مع الله بعيدا عن الرياء والنفاق أطهر عند الله وأثوب من تلك المساجد التي تقذّرت بأئمتها الذين يعبدون الطاغية من دون الله .
هجرة المساجد ليست قطيعة مع الرحمن بل هي قطيعة مع قرون الشيطان ومسوخه ومقاطعة ورفضا لهذا الامتهان للدين والمتاجرة به وتسخيره في خدمة السلطان .
لاتهلعوا من الفكرة ولا تجزعوا فكل مكان تسجد فيه لله طائعا عابدا هو مسجدك ، فاهجروا هؤلاء المنافقين ومنابرهم وأحيلوا دجلهم ونفاقهم إلى التقاعد .
أيها السوريون المقهورون .. لا تذهبوا إلى الصلاة في مساجدهم غدا ولا بعد غد ولا بعده حتى تتطهر من تلك العمائم القذرة التي تخفي تحتها عقولا إبليسية تعرف كيف توظف وتستثمر كلام الله في خدمة " هبل " .
إن فعلتموها غدا .. ربما ستتمكنون بعدها من عدم الذهاب إلى العمل .. وبعدها من الامتناع عن دفع الضرائب والفواتير وعدم الالتحاق بالجيش .. ربما ستتمكنون يوما من العصيان المدني الذي لم يعد إلا خيارا بين خيارين ثانيهم العيش في المدفنة التي اسمها سوريا .