بعد العدوان الإسرائيلي لدولة الاحتلال على غزة وقتل حوالي مئتي فلسطيني من بينهم عشرات الأطفال، والصدامات بين فلسطينيين ومستوطنين في الضفة والقدس المحتلة، يمكن، وبعد عشرة أيام من العدوان، أن نستخلص الاستنتاجات التالية:
ـ إن استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني من قبل دولة الاحتلال وبالأخص في غزة يعني أن إسرائيل تبحث عن توجيه ضربة قوية لحماس كرد على قصف الصواريخ، وتشعر أنها لم تحقق النصر المبين على حماس، لذلك تستمر في هذا العدوان، كما فعلت سابقا ولكن من الواضح أنها وإن كان لها التفوق العسكري لكنها خاسرة سياسيا على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.
ـ إن صواريخ حماس التي أطلقت بكثافة تعني أن حماس تمكنت من انتاجها إذ من الصعوبة بمكان على إيران أن تستطيع أدخال هذه الكميات الكبيرة من الصواريخ مع الحصار المفروض على غزة.
ـ فعالية هذه الصواريخ أنها أثبتت أن قبة إسرائيل الحديدية، كانت من معدن رخيص، إذ لم تتمكن من صد هذه الصواريخ التي أصابت العديد من الأهداف داخل إسرائيل.
ـ لم تقم إسرائيل بهجوم بري داخل غزة خشية الخسارة البشرية بين جنودها أو أسر عدد منهم، وربما خسارة أليات بأسلحة مضادة للدروع ربما تمتلكها حماس.
ـ على المستوى الفلسطيني ولأول مرة تتوحد القوى الفلسطينية من عرب 48، والضفة وغزة في مواجهة آلة الاحتلال.
ـ على المستوى العربي انكشفت عورات الأنظمة العربية، وخاصة ممن تدعي الممانعة، والمقاومة إذ عبر بجدارة عن صمتها المطبق المريب.
ـ كما أظهرت إيران وحزب الله أنهما يتقنان الكلام، وبروباغاندا المقاومة أكثر من الأفعال، وفيلق القدس أنشيء لضرب السوريين وليس الإسرائيليين.
ـ على المستوى الدولي أظهرت هذه الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تعاطفا شعبيا كبيرا مع الفلسطينيين في الكثيرمن العواصم العالمية ومنها الغربية، وعبرت عنها بمظاهرات حاشدة.
ـ ظهر في أكثر من عاصمة غربية أن هناك موجة كبيرة ضد السامية من خلال الشعارات التي رفعت في المظاهرات.
ـ على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي فشل للمرة الثالثة في إصدار بيان يدين إسرائيل على عدوانها يظهر أن الولايات المتحدة لا تزال منحازة انحيازا كاملا إلى جانب إسرائيل، وتضرب عرض الحائط بالحقوق الفلسطينية.
ـ هذه الوقائع استنتج منها البعض أنه من الضرورة بمكان أن تتوحد القيادات الفلسطينية، وأن تتجدد بقيادات تقود المرحلة الجديدة من الصراع.
ـ أخيرا من إيجابيات هذه الهجمة الهمجية أنها ألغت بحكم الواقع صفاقة صفقة القرن التي كان دونالد ترامب يريد أن يفرضها على الفلسطينيين، وأن الدول التي هرولت للتطبيع مع إسرائيل بذريعة أنها تسعى لإحلال السلام قد ذهبت سدى، وباتت في موقف محرج أمام الشعوب العربية، وأمام شعوبها.