منذ الآن إلى يوم القيامة سيحتفل السوريون في شهر كانون الأول/ ديسمبر بعيدين سعيدين: عيد الميلاد المجيد، وعيد التحرير. ففي الثامن منه احتفل السوريون في كل المدن السورية بتظاهرات مليونية احتفاء بسقوط نظام الإجرام والبغي، والطائفية، والخيانة، بعد معاناة مريرة دامت أكثر من نصف قرن من حكم جائر حول سوريا إلى دولة فاشلة، مدمرة، إلى دولة يرتع فيها مهربو المخدرات،والفاسدون، والقتلة، والسفلة، وهو عيد ميلاد جديد لسوريا والسوريين أجمعين.
وفي ليل الرابع والعشرين ونهار الخامس والعشرين منه يحتفل السوريون بميلاد سيدنا المسيح بن مريم عليه السلام إذ أقامت الطوائف المسيحية ليلة الأربعاء، الخميس الصلوات والقداديس في مختلف الكنائس وأماكن العبادة إحياء لذكرى ميلاد السيد المسيح وسط دعوات ليعم السلام والوئام في البلاد.
ونشرت صور تعكس آجواء احتفالية تؤكد على قيم التآخي والتسامح المتأصلة في الشعب السوري منذ مئات السنين، (تحتفل الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي بعيد ميلاد المسيح في السابع من كانون الثاني/ يناير).
ففي مدينة صيدنايا التي طغى عليها في العهد البائد جرائم السجن الرهيب الذي غيب عشرات الآلاف من السوريين تحت التعذيب، انطلق كرنفال "ملك السلام" كان التخلص من كابوس النظام البائد حلما لكل سوري مظلوم للتخلص من ظالميه، الذي نظمته فرقة مراسم"أجيا صوفيا" للروم والملكيين الكاثوليك وأكد الأب طاهر يوسف كاهن رعية "آجيا صوفيا" أن ميلاد المسيح هو ميلاد للفرح والرجاء داعيا إلى توحيد الجهود لتحقيق السلام في كل مكان.
وكذلك في مدينة طرطوس وفي ريف حمص، ومدينة اللاذقية، وريف إدلب، والقلمون، حيث عبر المشاركون والأهالي في مختلف المحافظات عن سعادتهم مؤكدين أن احتفالات هذا العام تحمل رسائل محبة قوية تعزز الروابط الاجتماعية بين أبناء شعب سوريا. لقد كانت سوريا التي تضم مختلف الطوائف من مسلمين، ومسيحيين، وعلويين، واسماعيليين، ودروز، وكل الأعراق من عرب وكرد وتركمان وشركس، وآثوريين مثالا للتعايش السلمي والأخوي بين أبناء البلد الواحد، فالكل سوريون يعيشون على أرض سوريا،
لقد حاول النظام البائد أي يبث سموم التفرقة والطائفية بين أبناء سوريا كي يستمر في حكمه "للأبد" لكن ورغم كل محاولاته فقد سقط سريعا وهرب الطاغية وأعوانه إلى غير رجعة يعيشون متخفين خائفين من أن تطالهم يد العدالة. هذه هي آخرة كل مجرم طاغية سفاح الذي كان يعتقد أن حكم السوريين بالحديد والنار سيخلد حكمه ولكنه سقط كما سقط كل الطغاة من قبله وبقي الشعب السوري الذي سيعيد بناء سوريا أرضا ودولة وشعبا ويعيد مجدها وحريتها واستقلالها وازدهارها وهو قدير.