ترجل الفارس الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر ناهز 72 عاما بعد معاناة مع المرض،
. وهو فلسطيني يعيش داخل الأراضي المحتلة. وكتب أيمن عودة عضو الكنيست الإسرائيلي، الأربعاء، على صفحته على فيسبوك “فارقنا الفنان الكبير محمد بكري.. أبو صالح فنان كبير، وفرض حضوره على السينما باقتدار. كان بأفلامه هو المركزي، لأن هذه هي شخصيته الفنية”.
أبو صالح الممثل الوحيد بأطول عرض مسرحي بمسيرة الفلسطينيين الباقين. وهي مسرحية (المتشائل) التي عرضت بتواصل دام طيلة أكثر من أربعين عاما”.
ولد بكري في قرية البعنة بالجليل عام 1953 وبدأ مشواره الفني بعد دراسة التمثيل والأدب العربي في جامعة تل أبيب قبل أن ينطلق في عالم الفن من خلال المسرح ويشارك في العديد من الأفلام الأجنبية التي أكسبته شهرة عالمية.
أخرج الفيلم الوثائقي (جنين.. جنين) الذي فاز بجائزة التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية في تونس عام 2003 وجائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في مصر عام 2002، كما مثل في أفلام (عيد ميلاد ليلى) للمخرج رشيد مشهراوي و(واجب) للمخرجة آن ماري جاسر و(الغريب) إخراج أمير فخر الدين و(ما بعد) للمخرجة مها حاج. حصل على عديد من الجوائز من مهرجانات دولية وكرمه مهرجان الجونة السينمائي في مصر في دورته الخامسة عام 2021 بجائزة الإنجاز الإبداعي. هذا الفنان المبدع الذي سخر الفن المقاوم ضد الاحتلال الجائر لبلده فلسطين. كانت رواية إميل حبيبي سعيد أبو النحس المتشائل التي تجسد معاناة الفلسطيني تحت الاحتلال ركيزة أعماله الفنية المستوحاة منها في مسرحيته الخالدة "المتشائل، محمد بكري الفنان الذي عرج إلى سماء الفن الإبداعي وحيدا في وطنه المحتل ونقل فنه إلى العالم بمقدرة وجدارة الفنان المناضل ضد ظلم الاحتلال. هو النضال الموازي لشعب مقهور يقاوم بكل الأسلحة المتاحة، من أدبية كمحمود درويش، وسميح القاسم، وفدوى طوقان وإبراهيم طوقان، وجبرا إبراهيم جبرا، وإميل حبيبي، وإدوارد سعيد وسواهم، أو بالنضال السياسي كأيمن عودة، واحمد الطيبي، في صلب الكنيست وسواهما، أو بالمقاومة المسلحة، هذا الشعب العظيم المناضل منذ نكبته الأولى تخلى عنه اخوته الواحد والعشرون وألقوه في الجب واليوم يقف وحده أمام جبروت المحتل المدعوم من كل الغرب الذي صنعه ليطمس ذاكرة فلسطين والفلسطينيين، شعب الجبارين. اليوم رحل فارس في النضال الفني، رحل محمد بكري الذي ستضاف ذكراه إلى كل هؤلاء الذين سخروا حياتهم من أجل الوطن، من أجل فلسطين.