الخسيس سارق تمثال القديس

باب كنيسة مار بولص في منطقة باب شرقي في دمشق ويظهر التمثال المسروق بجانبه
باب كنيسة مار بولص في منطقة باب شرقي في دمشق ويظهر التمثال المسروق بجانبه


عشية تحضير السوريين بشكل عام، والمسيحيين منهم بشكل خاص للاحتفال بأعياد الميلاد احتفاء بميلاد سيدنا المسيح عيسى بن مريم قامت عصابة مجهولة بسرقة تمثال القديس بطرس من مدخل كنيسة مار بولص في منطقة باب شرقي في دمشق. التمثال كان يجسّد لحظة اهتداء بولس إلى المسيحية بعد ظهور المسيح له قرب أسوار دمشق، ويُجسّد التمثال القديس بولس الرسول ممتطيًا فرسه، وهو مقام أمام باب كيسان في دير مار بولس بمنطقة باب شرقي. ويُعد التمثال من المعالم الرمزية البارزة في العاصمة، إذ يخلّد حادثة محورية في العقيدة المسيحية تتعلّق بسقوط القديس بولس عن فرسه عند ظهور المسيح له. وهو مصنوع من النحاس بالكامل، وقد أُهدي إلى الكنيسة عام 1999 من قبل بابا الفاتيكان قبيل زيارته التاريخية إلى دمشق
ولفتت المديرية العامة للآثار إلى أن "التحقيقات أظهرت أن عملية السرقة وقعت فجر الخميس 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري قرابة الساعة الثالثة صباحاً، على يد عدة أشخاص باستخدام أدوات بسيطة، وأن الدافع وراءها كان الطمع بالقيمة المادية للتمثال لكونه مصنوعاً من النحاس"
في العهد البيزنطي دُعي باب كيسان باسم "باب القديس بولس"حيث من أعلى هذا الجانب من سور المدينة القديمة قام بعض المسيحيين الدمشقيين ليلاً بانزال بولس الرسول بسلّةٍ ليتمكّن من الهرب من بطش الرومان واليهود الذين تربّصوا به وحاولوا القبض عليه وقتله. وعلى جانبي هذا الباب يوجد رمزان وهما أول حرفين من اسم "المسيح
وهو الرمز الذي ظهر لقسطنطين الملك في السماء قبل مواجهته لأعدائه و انتصاره عليهم وبسببه اهتدى إلى المسيحية. عندما هاجم الفرس بلاد الروم عام 614 م، داهموا دمشق ودخلوها من هذا الباب وهدموه ثم احتلوا القدس وسرقوا عود الصليب المقدس من كنيسة القيامة وأخذوه إلى عاصمتهم لكن هرقل امبراطور الروم حرر المشرق من جديد عام 622م واستعاد خشبة الصليب المقدس وأعاد بناء ما هدمه الفرس في دمشق ومنها هذا الباب و جعل على طرفي الباب الشعار الذي سبق واستعمله قسطنطين الملك عندما اعتنق المسيحية وبقي هذا الشعار هناك منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا.
الاسم الحالي لهذا الباب هو "باب كيسان" ويُنسَب الاسم الى "كيسان" أحد قادة معاوية بن أبي سُفيان الذي
 كان مسؤولاً عن الفرقة العسكرية العربية التي حاصرت روم دمشق من جهة هذا الباب، وتم اطلاق اسمه عليه.
 إن هذا الخسيس الذي سرق تمثال القديس أكان من أجل قيمة النحاس المصنوع منه، أم من أجل إثارة نعرة طائفية فإنه يستحق عقابا شديدا، لأنه انتهك قدسية المكان، وقدسية التاريخ، من أجل حفنة أموال، أوالإساءة إلى القدسية المرتبطة بالتمثال (إن كان عن قصد أو غير قصد). وعلى الجهات الأمنية السورية أن تسارع في التحقيق وإلقاء القبض على هذا الخسيس وعصابته وإعادة التمثال إلى مكانه قبل صهره لبيعه بوزن النحاس الذي صنع منه. إن التعرض لممتلكات الكنائس والرموز المقدسة خط أحمر ويجب ضرب أيادي كل من يعبث بها بحزم وصرامة وإنزال اقسى العقوبات بهم.