من المضحكات المبكيات أن نسمع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب يصرح حول الجولان السوري بالقول: " الجولان السوري الذي يقدر ثمنه بالتريليونات وهبته إلى إسرائيل مجانا" وهو ينوه هنا عندما أعلن في ولايته الأولى عن موافقته على سيادة دولة الاحتلال المارقة على الجولان المحتل. ترامب تاجر العقارات الذي أصبح رئيسا لأقوى دولة في العالم، يحكم البلاد والعباد كتاجر عقارات دولي ولكن على حساب الغير وليس من حسابه الخاص، والأنكى من ذلك أن هذا السخاء في العطاء لدولة محتلة أصلا لأرض فلسطين، يقوم به بتبجح وكأن أرض الجولان ملكا له، أو ورثها عن أبيه., والمستغرب جدا أن أمريكا التي تدعي أنها بلد الحرية، لم نسمع كلمة واحدة من الكونغرس تدين هذا الفعل الاستعماري "الكولونيالي" وهو يعلم جيدا أن الأمم المتحدة لا تعترف باحتلال إسرائيل للجولان، وكذلك الاتحاد الأوربي، بل وهناك قراران من الأمم المتحدة (242 و 338) تطالبان دولة الاحتلال المارقة بالانسحاب من الجولان، والاسبوع الماضي صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاجماع على ضرورة انسحاب الدولة المارقة من الجولان،. وهكذا نرى أن تاجر العقارات يتبرع بأراضينا وكأنه وصي عليها معارضا بذلك إرادة الشعب السوري الذي يريد أن يستعيد أرضه، والأمم المتحدة، وكل الدول الرافضة للاحتلال. والأسوأ من ذلك أنه وهبها مجانا كما يقول، أي لم يكن له فيها مكسب وهو المدمن على المكاسب، وخاصة من الدول العربية الغنية التي يزورها كل ولاية له مرة ليغرف منها التريليونات، ثم ينساها بالمرة،. وبالأمس كان يخطط للاستيلاء على غزة التي وجد فيها مع صهره العزيز زوج الست إيفانكا مشروعا عقاريا عالميا يحول هذا القطاع إلى ريفييرا الشرق الأوسط بعد أن ينظفه من الفلسطينيين بطردهم إلى بلدان مجاورة. ولم تقتصر تطلعاته العقارية على الأراضي العربية التي يريد أن يستولي عليها مجانا، ويهبها مجانا لأن دولة الاحتلال صغيرة الحجم ولا بد أن تتوسع قليلا على حساب الجيران بالحرب والضرب والقتل والاحتلال، بل تعداها إلى الاستيلاء على جزيرة غرينلاند الدانماركية ولكن بشرائها هذه المرة مع أنه سمع من ملك الدانمارك أن الجزيرة ليست للبيع، ولم يكتف بذلك فقد أعرب عن رغبته بضم كندا إلى الولايات المتحدة، والاستيلاء على قناة بنما، ويسعى اليوم لاحتلال فنزويلا والاستيلاء على نفطها بحجة أنها دولة مخدرات، كما فعل سلفه بوش الابن في العراق بحجة أنه يمتلك لأسلحة دمار شامل، وفي الواقع أن الدولة الوحيدة التي تملك أسلحة الدمار الشامل في المنطقة هي دولة الاحتلال المارقة.. كان أولى بأبي أيفانكا السخي على حساب الغير أن يصوت في مجلس الأمن لمشروع انسحاب دولة الاحتلال من الجولان تحت البند السابع، ومن جميع الأراضي التي احتلتها بعد سقوط وريث بائع الجولان وهروبه وهو يجر خلفه كل الويلات والخيانات والسرقات ودماء السوريين على يديه.. على أبي أيفانكا السخي اليوم أن يعي أن سخاءه على حساب جولاننا الغالي لا يعني أن الشعب السوري قد تخلى عنه، ولا انصياع الأمم المتحدة له الرافضة لاحتلاله. فالحق لا يسقط بالتقادم، ولا بالعطاءات السخية على حساب الغير..