خلال نصف قرن ونيف ساهم ملايين السوريين في النضال ضد نظام الإجرام الأسدي الذي حول سوريا إلى دولة فاشلة مدمرة ومعزولة، منهم دفع دمه ثمنا للحرية، ومنهم من حمل البندقية، ومنهم من ناضل بالكلمة، والحراك الشعبي والقانوني، ومنهم فريد المذهان الملقب "بقيصر" هذا البطل السوري الذي كان يوثق قتلى النظام تحت التعذيب بتصويرهم وتوثيق مقتلهم، كان شاهدا على الفظائع المرتكبة بحق أبناء سوريا فقط لأنهم طالبوا بالحرية، قام المذهان بتوثيق 11 الف ضحية من ضحايا التعذيب وقام بحفظها على أقراص مدمجة وهرب من سوريا ووضع كل هذه الصور أمام مرأى العالم أجمع والكونغرس الأمريكي الذي تحقق منها وكانت سببا أساسيا في القرار الأمريكي بفرض عقوبات اقتصادية على النظام البائد، واليوم بعد أن زال هذا النظام الكابوس الذي كان يجثو فوق صدر سوريا والسوريين قرر مجلس النواب الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا وهذه خطوة بالغة الأهمية في عودة سوريا إلى النظام الاقتصادي العالمي وفتح أبواب الاستثمار فيها، وإعادة بناء سوريا من جديد على أسس اقتصادية سليمة بعيدة عن الفساد والسرقات والاعتماد على الاقتصاد الموازي بالتهريب وصناعة المخدرات وتسويقها عالميا. بعد عام من سقوط الطاغية الصغير تستعيد سوريا عافيتها شيئا فشيئا، فما دمر بنصف قرن ونيف لا يمكن إعادة بنائه بين ليلة وضحاها، فاليوم تدخل سوريا في معركة جديدة هي معركة البناء، والسوريون في نضال جديد في إعادة الازدهار والتقدم لبلدنا الحبيب صانع الحضارات. فكل سوري معني بهذا النضال، وعلى كل سوري أن يعي بأن المستقبل سيكون أفضل بتكاتف كل الجهود لضمان وحدة سوريا وسيادتها أولا، ونبذ الفرقة الطائفية والعرقية والتفكير بالانقسامات والمشاحنات والاحتماء بالعدو المتربص بنا جميعا. إن سوريا هي أمانة بأيدينا وعلينا جميعا أن نحافظ على هذه الأمانة لنجعل من سوريا دولة ديمقراطية مؤسساتية تضمن لكل فرد العيش الكريم، والحرية الشخصية، وضمان حرية الصحافة والإعلام وحرية التعبير، وتشكيل الأحزاب والنقابات والجمعيات والنوادي الاجتماعية. وتكون سوريا المثال الناصع للدولة الديمقراطية العصرية.