دولة القانون يا سيادة الرئيس

الرئيس أحمد الشرع
الرئيس أحمد الشرع

قام الرئيس أحمد الشرع باتخاذ إجراءات رادعة لبعض الانتهاكات والتجاوزات من بعض الموالين ولم يستثن أخاه جمال منها الذي أغلق له مكتبه التجاري في دمشق، ونبه كل أفراد عائلته من استغلال القرابة لمآرب كسب شخصية خارجة عن القانون، أو استغلالها للنفوذ.

هذا القرار الحكيم والجزم السريع قبل استشراء حالات الكسب غير المشروع واستغلال النفوذ كالسرطان في الجسد، كما كان الوضع خلال حكم المخلوع ومورثه التي كانت سورية بمثابة مزرعة لعائلته ومقربيه وشبيحته ومجرميه.

هذه الخطوة هي الأساس في بناء دولة القانون التي تحرص على تطبيقه على الجميع دون استثناء حتى على الرئيس نفسه، ففي بريطانيا فرض على رئيس الوزراء البريطاني مؤخرا أن يدفع ثمن هدية تسلمها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا أراد أن يحتفظ بها، وفي فرنسا حكم على الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بالسجن خمس سنوات لاستلام أموال سرا من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، ورئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون هاي التي أقصيت من منصبها و تقضي سجنا 24 عاما اليوم بتهم الفساد مع دفع غرامة بقيمة 17 مليون دولار،

والأمثلة على ذلك كثيرة في دول تحترم قوانينها لأن في احترام القانون احترام للدولة نفسها، وللمواطن، ولسير الحكم وعمل مؤسسات الدولة بشكل صحيح.

إن سوريا اليوم بعد سنوات انتهاك القوانين، وانتشار المحسوبيات، والنهب، والسرقات، وإلغاء دور القضاء بعد أن احتكرت السلطة التنفيذية كل السلطات القضائية والتشريعية هي أحوج ما يمكن إلى احترام القانون وبناء دولة المؤسسات السليمة التي تصب كل أعمالها في مصلحة الدولة والمواطن وليس في صالح أشخاص معينين يحتكرون السلطة والثروة، إن ما قام به الرئيس الشرع هو خطوة في الاتجاه الصحيح لبناء دولة القانون، فالمواطن السوري ينتظر التغيير ونسيان ماضيه المرير مع النظام البائد ولم يعد يطيق أن تتكرر تجربة سنوات الحرمان والظلم والتعسف والتشبيح، والاحتكار، وملء الجيوب بثروات البلاد التي من المفترض أن توزع بالعدل على الشعب بأكمله.

هذا هو النهج الصحيح في سبيل التقدم والتطور والازدهار، واستعادة كرامة المواطن. إن سوريا اليوم بين أيديك سيادة الرئيس والسوريون ينتظرون منك ألا تخذلهم فمعاناة نصف قرن ونيف من الظلم والحرمان والقهر لم ينسوها بعد وآمالهم متعلقة بك، وسوريا الذبيحة تنتظر إن يعاد إليها ألقها وجمالها ودورها الريادي في مجالات شتى، وهي اليوم منتهكة من دولة الاحتلال، و تحتاج إلى الأمن والأمان، وثقة المواطن بالسلطة.

نحن السوريين نريد أن نفتخر بسوريا المزدهرة، وسوريا الطليعية على كل المستويات، وسوريا التي تكتب سطورا جديدة في التاريخ ملؤها العز والكرامة والرفعة.

كل الآمال متعلقة بك سيادة الرئيس، وكل الأنظار متجهة إليك، من محبيك الذين يرون فيك المنقذ للبلاد، ومن أعدائك الذين ينتظرون الهفوات ليشهروا فيك، والثغرات لتقويض الحكم الجديد، ومن الطائفيين الذين كانوا مستفيدين من نظام الفوضى والامتهان ويعملون اليوم حثيثا على تعميق جراح سوريا، وللمراقبين في دول العالم الذين منهم من يريدون بسوريا خيرا، وخلافهم من يريدون بها شرا. والشعب السوري عازم حازم أن لا عودة للوراء ولو على حساب أنهار من الدماء.

الكل يتوق لإعادة بناء هذا البلد الكريم المعطاء، والكل يتوق للعمل والتقدم لهذا البلد تحت قيادة حكيمة رئيفة بالمواطن، حازمة وتضرب بيد من حديد كل من ينتهك القوانين، وتدافع عن سوريا وعن حدودها وأراضيها، وتنشيء دولة القانون ولا شيء سوى دولة القانون.