دبكة فلسطينية في البيت الأبيض

دبكة فلسطينية
دبكة فلسطينية


أزالت فرق الهدم الجناح الشرقي للبيت الأبيض بالجرافات لتحول عقوداً من التاريخ في أحد أشهر معالم البلاد إلى كومة من الأنقاض، ليتم بناء قاعة للرقص بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تذكر بصالات الملوك والقياصرة في عهود غابرة تخصص لحفلات رقص الفالس على أنغام شتراوس، ولكن في أمريكا يضاف إلى هذه الرقصة الملوكية رقصة الروك أند رول.
وحصل ترمب على ما أراده، بقعة خالية لقاعة الرقص الجديدة التي تبلغ تكلفتها 300 مليون دولار. وبدا هذا تصرفاً يرمز، في شكله المادي، إلى رئاسة تحطم بآلة هدم الأعراف الوطنية والمؤسسات الدولية والنظام العالمي نفسه حسب منتقديه.
ورأى المؤرخون، الذين أصابتهم صدمة كبيرة من هذه الخطوة، عقلية مطور عقاري لا حارس أمانة مقدسة.وفي حفل عشاء مع مديرين تنفيذيين من شركات «أبل» و«أمازون» و«لوكهيد مارتن» و«ميتا بلاتفورمز»، دعاهم إليه ترامب الذي قال إن جميعهم تعهدوا بالمساعدة في تمويل قاعة الرقص..
وقال ترمب للصحافيين إنه لا ينوي إطلاق اسمه عليها، لكن في كل الأحوال سيرتبط اسمه بالقاعة البالغة مساحتها 90 ألف قدم مربع إلى الأبد.
وقالت المؤرخة إلين فيتزباتريك: «يتماشى ذلك بالتأكيد مع نظرة الرئيس ترمب التوسعية جداً للسلطة التنفيذية التي لا تتطلب إفصاحاً علنياً أو استشارة أو تفسيراً يذكر قبل الإقدام على مثل هذا الفعل الجلل". وكانت قاعات الرقص الملكية والقيصرية تقوم بهذه الاحتفالات بعد أحداث سعيدة كانتصار في الحروب، أو ولادات لأولياء العهد، أو زواج أميرات وأباطرة.. وترامب لاشك أنه سيدشن هذه القاعة الجديدة الفريدة في البيت الأبيض برقصة فالس أو روك اند رول بنيله جائزة نوبل للسلام للعام المقبل بعد أن أخفق بنيلها هذا العام فهو ليس فقط رجل سلام بل هو رجل حرب أيضا عسكريا وتجاريا، ولكن ربما اللجنة المقررة لهذه الجائزة المسيسة ستتغاضى عن الحرب مقابل اتفاقات السلام بالجملة التي أبرمها ترامب في العالم، وتنسى أن ترامب مول وسلح إسرائيل لتقوم بإبادة جماعية في غزة لمدة سنتين وتدميرها دمارا كاملا، وربما وبعد وقف الحرب في غزة وإعادة الإعمار (التي ستكون كالعادة في كل مرة تدمر إسرائيل مناطق في الدول العربية على عاتق الممولين العرب الأغنياء)، وانسحاب جيش الإبادة الجماعية منها لتصبح محمية أمريكية سيقيم حقلا كبيرا في هذه القاعة الفسيحة الفارهة ولابد أن يدعو إليه فلسطينيين لحفلة رقص للدبكة الفلسطينية، على أنغام أغنية أنا دمي فلسطيني.