قمة الدوحة.. تمخض الجبل

فندق شيراتون مكان انعقاد القمة العربية الإسلامية في قطر
فندق شيراتون مكان انعقاد القمة العربية الإسلامية في قطر

قالت مسودة قرار محدثة للقمة العربية الإسلامية المقررة في قطر غدا الاثنين إن هجوم إسرائيل على الدوحة الأسبوع الماضي وغيرها من التصرفات تهدد جهود تطبيع العلاقات مع الدول العربية. وأن الاعتداء الإسرائيلي على قطر، واستمرار أعمال إسرائيل العدائية، بما في ذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع والحصار والأنشطة الاستيطانية والسياسات التوسعية، يُهدد آفاق السلام والتعايش في المنطقة، ويهدد كل ما تم تحقيقه في مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بما في ذلك الاتفاقيات الحالية والمستقبلية

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الانتقادات وعبارات خيبة الأمل من مسودة قرار القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة واعتبر ناشطون أن الصياغة الواردة في المسودة لا ترتقي إلى مستوى الحدث ولا تعكس حجم الغضب الشعبي من الهجوم الإسرائيلي على قطر، وأشار مغردون إلى أن البيان كان مخيبا للآمال وضعيفا وسط مطالبات بتبني مواقف أكثر وضوحًا وحزمًا تجاه الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدين أن الشعوب تنتظر قرارات عملية لا مجرد بيانات شجب وتنديد.

بمفهوم آخر أن هذه القمة التي من المفترض أن تقوم بإجراءات عملية وملموسة لمعاقبة دولة الاحتلال المارقة على أفعالها الإجرامية ليس في قطر فحسب بل في فلسطين الجريحة التي تئن تحت أنظار العالم أجمع وكأن الحدث يقع على شعب في جزر الواق واق، وليس أخا، وجارا، وحبيبا، ومظلوما، إن هذا البيان لم يختلف عن البيانات السابقة التي بقيت ضمن إطار الكلامولوجيا المعهودة، إذ لم نر مثلا بقرار سحب سفراء الدول المطبعة من دولة الاحتلال، أو تجميد العلاقات التجارية بينها، أو القرار بعودة المقاطعة العربية مثلا، لا شيء من هذا القبيل، ومعنى ذلك أن صيغة البيان وكأنها تشجع هذه الدولة المارقة على أفعالها الإجرامية واستمرارها، ست وخمسون دولة تشكل ربع دول العالم لا تقوى على اتخاذ قرار يعاقب هذا الكيان الغاصب، فلماذا إذن نجهد أنفسنا بحشد وزراء خارجية، وزعماء دول، مع ضجة إعلامية تصم الآذان والنتيجة لا تختلف عن 14 قمة طارئة من قمة أنشاص في العام 1946 إلى قمة الرياض بعد بداية العدوان على غزة والتي لا تتعدى قراراتها الشجب والإدانة، في الوقت الذي قامت دولة الاحتلال خلال هذه الفترة بإقامة دولتها في العام 1948 بعد حرب النكبة الطاحنة مع جيوش عربية، ثم هاجمت مصر في حرب السويس، واعتدت على ثلاث دول عربية في حرب النكسة واحتلال أراض فيها، واحتلت أراض إضافية في حرب أكتوبر 73 واحتلت بيروت في العام 1982، واحتلت غزة، وبنت مستعمرات في الضفة، واليوم تدمر غزة وقتلت وأصابت 200 ألف فلسطيني، وتجوعهم وتقف منازلهم، وضربت عرض الحائط باتفاقية أوسلو، وهاجمت لبنان واحتلت أراض فيه، ونسفت اتفاقية فصل القوات في سوريا واحتلت أراض فيها وتسعى لتقسيمها، وقصفت اليمن واغتالت قياداته، وقصفت إيران واغتالت قياداته، واعتدت على الأردن، ومصر بعربدة في غور الأردن، وفي احتلال معبر رفح، وماضية في تحقيق ما تصبو إليه من الوصول إلى إسرائيل الكبرى التي صرح عنها بنيامين مليوكوفسكي (نتنياهو) التي تحتل حسب مخططها لبنان، وسوريا، والأردن، ونصف العراق، ونصف مصر، ونصف السعودية، والكويت. مع كل هذا ولم تجرؤ هذه الأمة العريضة سوى على بيان إدانة يهدد استكمال التطبيع مع الدولة الغازية، فعلا تمخص الجبل..فلم يلد شيئا، والمضحك المبكي أن الناشطة اليهودية الأمريكية ميديا بنجامين، تقول في مقال نشرته العديد من المنصات التقدمية المجتمع الدولي يتصف بالعجز أمام ما وصفته بـ”إرهاب الدولة الإسرائيلي”، مؤكدة أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة يمثل دليلًا جديدًا على إفلات تل أبيب من أي مساءلة، وأضافت أن أقل ما يمكن أن تفعله الدول العربية هو “إلغاء اتفاقيات التطبيع وفرض عقوبات جماعية على إسرائيل". هيهات

.

.