شنت إسرائيل غارة جوية استهدفت قيادات لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطر يوم الثلاثاء، موسعة بذلك نطاق عملياتها العسكرية التي امتدت في أنحاء الشرق الأوسط لتشمل الدولة الخليجية، التي تتخذها الحركة قاعدة سياسية لها منذ فترة طويلة. ووقع الهجوم بعد وقت قصير من إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن إطلاق نار أسفر عن مقتل ستة أشخاص عند محطة للحافلات على مشارف القدس يوم الاثنين، هذه العملية التي تقع لأول مرة في منطقة الخليج تحمل دلالات كبيرة. منها أن دولة الاحتلال المارقة المعربدة لا تتوقف عملياتها على الدول التي تعتبرها من أعدائها، بل تصل إلى دولة حليفة للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو، ودولة قامت بجهود كبيرة في الوساطة بين حماس وتل أبيب بشأن تبادل الأسرى، ومن ناحية ثانية فإن مجرم الحرب بنيامين مليوكوفسكي (نتنياهو) يقوم بمناورات سياسية بقبوله بمقترح دونالد ترامب لوقف إطلاق النار، ولكنه كان يخطط خلف الستار بضرب قيادة حماس في الدوحة في الوقت الذي كان الوفد يناقش خطة ترامب مع باقي الفصائل، وهذه المناورة نسخة من مناورة مفاوضات إيران في مسقط في الوقت الذي كانت الدولة المارقة تخطط مع حاميتها أمريكا لهجوم على المفاعلات النووية الإيرانية، بما يؤكد أنه لا ثقة فيما تقدمه أمريكا وربيبتها إسرائيل، من ناحية ثالثة فإن هذه الضرب توجه رسالة لكل الشرق الأوسط بأن الدولة المارقة يمكنها لتصل إلى أي مكان في المنطقة كما صرح رئيس الكنيست الإسرائيلي، من ناحية رابعة فإن هذه الضربة تعني أن الدولة المارقة ماضية في احتلال غزة ولا تهمها المفاوضات مع حماس بل هدفها هو القضاء على حماس، وقد تزامنت هذه الضربة مع ضربات عدة لجيش الاحتلال لمناطق في سوريا، وهذه الاعتداءات على سوريا لا يأخذ بعين الاعتبار كل تصريحات القيادة السورية بأنها لا تريد الدخول في أي اشتباك مع إسرائيل، ولكنه أشبه بفيل هائج في بيت من زجاج، وقد تقدمت بشكوى لمجلس الأمن تدين فيها هذه الاعتداءات المتكررة على أراضي سوريا. يجب أن يفهم العرب جميعا اليوم بأنهم مستهدفون مهما كان شكل علاقاتهم مع هذه الدولة المارقة حتى الدول المطبعة فإنها ليست في مأمن وهذا ما شعرت به مصر، وما تأكدت منه الأردن، فهي أي الدولة المارقة تريد تأكيد سيطرتها على الشرق الأوسط، وتوسيع رقعتها الجغرافية بشتى الطرق لتصل إلى حلمها القديم: قيام دولة إسرائيل الكبرى.