السنديانة

السنديانة منى واصف
السنديانة منى واصف


في حفل تكريم الفنانة منى واصف على لقب “سفيرة السلام في العالم” من قبل المنظمة العالمية لحقوق الإنسان، وذلك تقديراً لمسيرتها الفنية العريقة وإسهاماتها البارزة في الدراما السورية والعربية، إضافة إلى دورها الكبير في نشر قيم السلام وروح التكاتف والإخاء، قالت الفنانة الكبيرة الملقبة "بالسنديانة": “أنا ابنة أم مسيحية وأب سني كردي درزي. هذا التنوّع صنع اتساعي، ولم آتِ من فراغ. عندما أقول: إذا تزحزح جبل قاسيون كلنا نتزحزح. الأهم ليس أن نحب فقط، بل أن نعطي، لأن الوطن أم. يا الله، الأم ليست لعبة، هل هناك أحد يكره أمه؟ لا يمكن. وإذا كان الله قد كرّمها، فكيف لا نكرّم أوطاننا؟
هذه السنديانة تمثل التنوع في المجتمع السوري الذي اجتمع في شخصها، فهي مسيحية، ومسلمة سنية، وكردية، ودرزية في آن، هذا المزيج من التنوع العرقي والديني والثقافي يعبر عن المجتمع السوري الأصيل الذي لم يكن يوما طائفيا، أو عرقيا، أو مناطقيا، هذه السنديانة التي أغنت سوريا والعالم العربي، ورحلت إلى العالمية، لم تقل يوما أنا مسيحية، أو سنية، أو كردية، أو درزية، كانت دائما تقول أنا سورية، هذه هي الأصالة، هذه هي التشبث بالوطن الأم سوريا الحبيبة، واليوم حيث نشهد من بعض الجهات الطائفية التي تعودت على عطيات النظام البائد، تبز بقرونها اليوم بمطالبات طائفية وانفصالية لتعود إلى مكتسبات فقدتها في سوريا الجديدة، سوريا المساواة ونبذ كل أشكال الانفصال، والطائفية، والعرقية، السنديانة تعطي درسا في الوطنية لكل هؤلاء الذين يستقوون بالعدو الخارجي ضد أبناء جلدتهم، ويجلبون الأعداء إلى عقر دارنا ليضربونا، بحجة حمايتهم. هذه الفنانة العظيمة التي أنجبتها سوريا كما أنجبت الكثير من العمالقة الذين وقفوا كقاسيون ضد كل الظلم والطائفية والإجرام الذي كان يمارسه النظام البائد البغيض كخالد تاجا "الكردي" الذي قتله النظام تحت التعذيب، وعبد الحكيم قطيفان، ومأمون البني، وواحة الراهب، ومكسيم خليل، وجهاد عبدو، وسواهم، هذه هي سوريا العظيمة كما كانت تقول الراحلة مي سكاف (مسيحية) التي توفيت في فرنسا بعد أن لاحقها النظام المجرم. إن سوريا اليوم تحتاج لرجالها ونسائها العظام لتنهض من رمادها الذي خلفه نظام الطائفية والعنصرية والسرقات والتشبيح والقتل والاعتقال والسجون والمقابر الجماعية، كسنديانتنا أيقونة الدراما السورية منى واصف.