للمرة الثانية على التوالي خلال الأيام الأخيرة تقوم دولة الاحتلال بجريمة قتل خمسة صحفيين بقصف على مستشفى ناصر الطبي حيث مكان تواجدهم، ليبلغ عدد الصحفيين الذين الى 246 صحفيا وهو أكبر عدد من الصحفيين يقتلون في مكان واحد وفي حرب واحدة. الدولة "الديمقراطية" المارقة لا تريد أن ينقل الصحفيون حقيقة ما يجري في غزة من جرائم حرب، وإبادة جماعية، والتجويع حتى الموت. إنها تتقصد قتل الصحفيين لترمي غشاوة على عيون العالم كي لا يسمع، ولا يرى. فمع قرار بنيامين ميليكوفسكي (نتنياهو) باحتلال غزة وتدميرها كان لا بد له من قتل كل من ينشر صور الدمار ودماء الغزيين الذين سيقتلون في حرب الإبادة بالتقسيط، ويرسلها لوسائل الإعلام التي ستنشر الوجه القبيح للجيش "الأكثر أخلاقية في العالم" هذا الجيش الذي كان يصور للعالم بأنه الجيش الذي لا يقهر وقف عاجزا أمام بضعة آلاف من المقاومين الذين لا يملكون أكثر من الأسلحة الفردية بعد 23 شهرا من القتال الدامي والمدمر، وفي كل مرة يثبت المقاوم الفلسطيني أن له اليد العليا على هذا الجيش المتوحل في أوحال غزة حتى النخاع، ساعيا دون جدوى تحقيق أهداف الحرب: تحرير الأسرى، وتفكيك حركة حماس والقضاء عليها. لكن ورغم تغيير وزيري دفاع، ورئيسي أركان بقي الجيش عاجزا عن القضاء على حماس، ولم يستطع تحرير أي أسير. رغم دعم ومساعدة أمريكا، وبريطانيا، وألمانيا بشكل كبير بالسلاح، والتخابر، والدعم المالي. ويقف العالم أجمع مستهجنا، ومدينا لأعمال هذا الجيش الوحشية وارتكابه المجازر بحق المدنيين وخاصة الأطفال الذين يموتون تجويعا وقصفا. المنظمات الدولية التي تطالب بإدخال المساعدات وإنهاء الحرب تقف عاجزة أمام تعنت الرئيس دونالد ترامب الذي لم يسمع، ولم ير، والفيتو الأمريكي الجائر في مجلس الأمن. هذه هي الدول الديمقراطية، هذه هي الدول الراعية لحقوق الإنسان، وحرية الرأي والتعبير، والحق في الوصول على مصادر الخبر، واحترام الصحافيين، هذه هي الدول التي لا تسمع ولا ترى جرائم حليفتها دولة الاحتلال، هذه هي الدول التي لا تحترم القضاء بل تعاقبه إذا أصدر حكما بحق جلاوذة الاحتلال واعتبرهم مجرمي حرب. إنهم كالنعامة التي تدس رأسها في الرمل كي لا تسمع ولا ترى.