في فجر 21 أغسطس/آب من العام 2013 كان أطفال الغوطة نياما، لا شيء يشي بأنها ستكون ليلتهم الأخيرة أحياء، كانت أجزاء واسعة من الغوطة الشرقية والغربية تحت سيطرة المعارضة وفصائل الجيش الحر وكانت البلدات في الغوطة مثل زملكا وعين ترما وجوبر والمعضمية تتلقى وابلا من القصف اليومي سواء بالمدفعية أو الطيران الحربي. في ذاك اليوم كانت الجريمة تحاك من أعلى السلطات لأن كل الأسلحة التقليدية لم تثني المعارضة على مواصلة هجماتها على جيش النظام، فتفتقت العبقريات الإجرامية عن استخدام السلاح الكيماوي (المحرم دوليا) استهدف اللواء 155 المتمركز في جبال القلمون شمال دمشق البلدات بمئات الصواريخ المحملة برؤوس ملئت بغاز السارين، والذي يعرف أيضا بغاز الأعصاب
استيقظ أهالي عدد من بلدات الغوطة الشرقية على مشهد لمئات الجثث في الشوارع والمنازل لأشخاص قتلوا السام، في
بغاز سام وعند السادسة صباحا، بدأ المصابون الذين صارعوا الاختناق بالتوافد إلى المستشفيات في زملكا وعين ترما وعربين والمعضمية، منهم من تمكنت الفرق الطبية من إنقاذهم ومنهم من لفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت نظر الأطباء، ليختتم المشهد بصور وثقت مئات الجثث، وأكد فريق التحقيق الأممي وجود "أدلة واضحة ومقنعة" على استخدام غاز السارين، وكشف تقرير صادر عن مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في 2014 أنّه "استُخدمت كميات كبيرة من غاز السارين في هجوم خُطّط له جيدًا لاستهداف مناطق مأهولة بالمدنيين، مما تسبب في خسائر بشرية كبيرة. هذه المجزرة النكراء تمثل مدى أجرام النظام الذي تخطى كل الحدود الحمراء في أعمال قتل السوريين، وكل المجرمين الذين كان لهم دور في هذه الجريمة يجب أن يحاكموا، فلا يوجد جريمة تسقط بالتقادم، وأن يقدموا للعدالة لينالوا العقاب المناسب فهذه المجزرة لم تكن الأولى والأخيرة بل استمر النظام على استخدام الأسلحة الكيماوية في أكثر من مكان في خان العسل وخان شيخون ومناطق أخرى، وقام العالم بأسره بغض الطرف عن هذه الجرائم رغم كل التقارير لأكثر من منظمة دولية تؤكد على هول هذه المجازر، حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف بشار الأسد الفار بالحيوان بعد مجزرة خان شيخون، وأمر بقصف مطار الشعيرات الذي انطلقت منه الطائرات المحملة بغاز السارين والتي لم تقتل غرابين في المطار، لأنها كانت لحفظ ماء الوجه، بعد أن رفض الرئيس باراك أوباما أن يقوم بأي عمل عسكري ضد النظام السوري بعد عملية الغوطة. ولم تقم الدول العربية بإدانة الجريمة. لكن نحن السوريين لن ننسى مجازر الإجرام، ولن نعفو عنهم، فلا مغفرة للمجرمين.