حرائق الساحل..قد تحرق النار يوما موقد النار

حرائق الساحل في سوريا
حرائق الساحل في سوريا


منذ أكثر من أسبوع تلتهم ألسنة اللهب غابات وأحراش الساحل السوري، هذا الساحل الساحر الذي كان اللون الأخضر يلف جباله وهضابه تحول إلى لون جهنم ثم خمد ليتحول إلى لون الرماد الفحم، هذه الخسارة الكبيرة للثروات الحرجية التي تعد رئة الساحل بأكمله وثروة لا تعوض، وتحتاج لسنوات عديدة وجهود جبارة لتعود كما كانت. وهذه الحرائق كانت للأسف الشديد بفعل فاعل، ومقصود وهناك إثبات عبر كاميرات التصوير، وإلقاء القبض على بعض الفاعلين، وكل أصابع الاتهام توجه إلى فلول النظام البائد، هذا العمل الإجرامي الذي لا يهدف إلا لتوجيه ضربة للسلم الأهلي، ومحاولة من قبل هذه الفلول لوضع حجرة عثرة في طريق الإدارة السورية الجديدة التي انهت نصف قرن ونيف من الخراب وحرائق النظام البائد ووضع حد لجرائمه التي أودت بحياة أكثر من مليون سوري ضحايا القتل الممنهج بجميع أنواع الأسلحة بما فيها الكيماوي، والقتل تحت التعذيب، وكان شعار جيشه ومخابراته وشبيحته: "الأسد أو نحرق البلد". إذا كانت النية مبيتة بحرق البلد بكل ما تعني هذه الكلمة، اليوم النيران تلتهم الساحل بقصد أن تصل شررها إلى كامل سوريا. والإدارة السورية الجديدة التي قالت وكررت أنها تسعى إلى تحقيق السلم الأهلي بكل الوسائل، ولا ترغب في الانتقام رغم كل الجرائم والآلام التي سببها النظام السابق وجيشه ومخابراته وشبيحته للشعب السوري، لكن يبدو أن التهوان والتساهل مع المجرمين لا يودي إلا إلى هذه النتيجة "فإن أنت أكرمت اللئيم تمردا" لكن هؤلاء اللئام لا يعلمون أن طريقهم لن يودي إلا لحتفهم، وأن الدولة السورية الجديدة تسلك طريق التقدم، والإزدهار، والبناء، والعدالة، والحرية، وخاصة دفن الماضي الأسود لحكم عائلة الإجرام الأسدي إلى الأبد، ولم يفهم هؤلاء المجرمون أن الزمن لن يعود للوراء، لقد كانت حقبة سوداء وانتهت إلى غير رجعة، والحكم القائم على الطائفية، والأقلية، والظلم، والتعسف، وسفك الدماء لا يمكن للسوريين أن يقبلوا به ولو اضطروا للدفاع عن حريتهم بدمهم. يجب أن يفهم هؤلاء أن عهدهم انتهى، ومهما افتعلوا الحرائق فهذه الحرائق ستحرقهم أولا، إذ قد تحرق النار يوما موقد النار.