تحقيق العدالة أساس السلم الأهلي

مدينة حلب
مدينة حلب

خلال الأيام القليلة الماضية تم الإعلان عن تشكيل “سرايا الثائرين” هذه السرايا حذرت “شبيحة” النظام السابق وهددتهم بالقتل إذا لم يرحلوا عن مدينة حلب، وخلال هذه الأيام اغتال مجهولون، قياديين سابقين في لواء القدس الفلسطيني بحي الفردوس شرقي حلب..

في سياق متصل، قُتل، الأربعاء، معن صباغ، أحد عناصر الميليشيات الموالية لنظام الأسد السابق، بحي السكري، وقُتل عدنان الزم، أحد عناصر الميليشيات الشيعية السابقة المنحدر من بلدة نبل، بحي الحمدانية غربي حلب.

وأصدرت “سرايا الثائرين”، أواخر الشهر الماضي، تحذيرا لكل من “تورط في الإجرام أو ثبتت مشاركته مع ميليشيات الشبيحة أو قمع وترويع” أهالي حلب، ومنحت المتورطين مهلة 72 ساعة لمغادرة المدينة “دون رجعة”.

كما قُتل نمير مرشد، المرافق الشخصي السابق لقائد ميليشيا “الدفاع الوطني” في دمشق وريفها فادي صقر، في عملية اغتيال، الثلاثاء، أمام منزله بحي التضامن جنوب دمشق، نفذها مجهولون على دراجة نارية. ويُعرف عن مرشد مشاركته في حملات عسكرية بأحياء جنوب العاصمة وريفها. وتجدر الإشارة إلى أن علاقته بفادي صقر استمرت خلال الأشهر الماضية بدون انقطاع. هذه الأعمال الخارجة عن مسؤولية الإدارة الجديدة، تكشف عن قوى مسلحة تسعى لتحقيق العدالة خارج إطار الدولة، خاصة وأن بعض ذوي ضحايا النظام السابق يطالبون بالعدالة للضحايا ويرفضون إعادة تأهيل بعض عناصر النظام السابق ضمن ما أعلنت عنه بالسلام الأهلي

ومن الواضح أن تأخر الحكومة السورية الانتقالية في تحقيق العدالة لضحايا الاعتقال والاضطهاد على يد عناصر ميليشيات النظام السابق يهدد بإشعال موجة عنف جديدة يقودها المتضررون السابقون ويسعون لتحقيق العدالة بأيديهم. هذه الأحداث وفي حال استمرارها وتطور موجاتها فإنها قد تعمق الانقسامات الاجتماعية والطائفية، وتتسع لتطال المدنيين، أو تغذي الصراعات العشائرية والعائلية وهذا يتنافى والسلم الأهلي بل يؤجج الصراعات ويصعد من غضب فئات عريضة من الشعب السوري التي فقدت ذويها بعد اعتقالهم من قبل النظام السابق، أو تعرضوا لمجازر مروعة من قبل ميليشياته و"شبيحته" فلا سلم إهلي إلا بتحقيق العدالة ولا شيء سوى العدالة فالدم لا يتحول إلى ماء..