في لقاء مجرم الحرب رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع رئيس الولايات المتحدة يتحفنا هذا الأخير، بالكشف عن وجهه القبيح بتهديد جديد باحتلال غزة وطرد سكانها منها إلى مصر والأردن أو أي بلد آخر يقبل استقبالهم لبناء منتجعات فيها مفتوحة أمام من يريد الاستجمام والاستحمام ببحر غزة الجميل. هذا التهديد يذكرنا بعهود استعمارية قديمة كان العالم يعتقد أن حركات التحرر منها قد قضت عليها وعلى هذا الفكر الإمبريالي التسلطي لقوى عظمى على الشعوب ومقدراتها واحتلال أراضيها بالقوة، والتي كانت آخر محاولات لها النازية الألمانية والفاشية الإيطالية محاولاتها بالسيطرة على أوربا بالقوة في الحرب العالمية الثانية، ومحاولات أمريكا الإمبريالية في محاولاتها بالسيطرة على فيتنام، وأفغانستان، والعراق. هذه العقلية الاستعمارية التي نبشها ترامب من تاريخ أسود للأمريكيين رعاة البقر الذين غزوا القارة الأمريكية بآلاف مؤلفة من المجرمين القتلة، والسارقين، والنصابين، الذين كانوا في السجون الأوربية وقاموا بجرائم لا إنسانية بسحق السكان الأصليين "الهنود الحمر"، وطردهم من أراضيهم، إذ تشير الدراسات التاريخية أن حصيلة جرائمهم تفوق المئة مليون جريمة قتل، ولا أنسى عندما زرت أمريكا ذات يوم وكنت أسير في أحد شوارع منهاتن ورأيت ملصقا كبيرا لهندي أحمر باكيا يقول:
“Look what they have done with my country”
"أي انظروا ماذا فعلوا في بلادي". هذه الصورة يريدها ترامب أن تتكرر في غزة لإرضاء صديقه مجرم الحرب نتنياهو، بل وسيعلن قريبا عن قراره بضم الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال. لقد عادت سياسة غطرسة القوة والجبروت لتطغى على فكر الإمبريالية اليانكية لتقوم بمغامرات استعمارية جديدة على حساب الشعب الفلسطيني المعذب، المنكوب، المهجر، المدمر، المحتل، الذي لم يتبق له من أرضه سوى هذه القطعة التي لا تتعدى مساحتها لمرقد عنزين. إنها النكبة الجديدة، إنها المقتلة الجديدة، إنها الحربة الأمريكية اليانكية في نحر الفلسطينيين، إنها آخر ما تستنبط حضارة "حقوق الإنسان، وحرية الشعوب". إنها الإعلان الصريح عن شريعة الغاب، وفتح أبواب جهنم، ووضع العالم أجمع أمام خيار الرضوخ للعنجهية، والهمجية، والوحشية، وللنازية الجديدة، فأين مواثيق الأمم المتحدة، وأين ثوابت ويدرو ويلسون في حق الشعوب بتقرير مصيرها، وأين محكمة العدل الدولية، وأين محكمة الجنايات الدولية، وأين الجامعة العربية، وأين منظمة التعاون الإسلامي، وأين الاتحاد الإفريقي، وأين البريكس، وكل منظمات العالم أمام هذا التهديد العالمي الجديد الذي من شأنه أن يهز أركان كل القيم الإنسانية، والأعراف الدولية، التي إذا لم تقف صفا واحدا في وجه الإمبريالية اليانكية التي من شأنها أن تدخل الشرق الأوسط في حمامات دم جديدة، وتضع العالم أمام منزلق حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر