ترجل الكاتب والصحافي والمسرحي والأستاذ الجامعي والمدافع عن القضية الفلسطينية التي كانت محور إعماله كلها ونشاطاته الأستاذ الكبير إلياس خوري. تعلمت منه الكثير وكنا زملاء في صحيفة القدس العربي أقرأ عموده الأسبوعي بشغف وبتمعن بهذا القلم الجريء البليغ.
كتب إلياس خوري في القصة والرواية والمسرح والنقد الأدبي، ودرّس في عدد من الجامعات العربية والأوروبية، وكان أستاذاً زائرا للأدب العربي الحديث والأدب المقارن في جامعة نيويورك عام 2006. استهواه العمل في المجال الإعلامي والصحافة الثقافية، فانضم إلى مجلة «مواقف» عام 1972، وأصبح عضوا في هيئة تحريرها، وخلال الفترة من 1975 إلى 1979 ترأس تحرير مجلة «شؤون فلسطينية» بالتعاون مع محمود درويش، وعمل محررا لسلسلة «ذكريات الشعب» الصادرة عن مؤسسة البحوث العربية في بيروت بين عامي 1980 و1985، وكان مدير تحرير مجلة «الكرمل» من 1981 إلى 1982، ومدير تحرير القسم الثقافي في صحيفة «السفير» من 1983 إلى 1990، ورئيس تحرير الملحق الثقافي لصحيفة «النهار» من عام 1992 إلى عام 2009، ورئيس تحرير مجلة «الدراسات الفلسطينية» حتى أوان رحيله. وكان عموده في جريدة «القدس العربي» الذي دأب على تحريره منذ سنوات طويلة، ذا صيت كبير بين قرائه.
وفي جميع كتاباته كان الراحل مثقفا مهموما بما يجري في الوطن العربي، وملتزما بالدفاع عن قضاياه المصيرية، وفي طليعتها قضية فلسطين، التي التحم بها وآمن بعدالتها إيمانا صوفيا.
من أشهر أعماله في الرواية التي تميزت ببنائها المعقد، في ما هو يتناول الموضوعات السياسية والأسئلة الوجودية، نذكر رواية «باب الشمس»، التي أعادت سرد الحياة الملحمية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان منذ نزوحهم عام 1948، وقد أُنتجت كفيلم سينمائي يحمل العنوان نفسه للمخرج المصري يسري نصر الله عام 2002؛ ورواية «رحلة غاندي الصغير» التي تدور حول مهاجر ريفي يعيش في بيروت خلال أحداث الحرب الأهلية. تُرجمت مؤلفاته الأدبية والفكرية إلى أكثر من عشر لغات، وحاز جائزة اليونسكو للثقافة العربية لعام 2011 تقديرا للجهود التي بذلها في نشر الثقافة العربية والتعريف بها عبر العالم.
وداعا إلياس خوري، وداعا يا صاحب باب الشمس. أعدك فور صدور خبر انتصارنا على العدو الصهيوني الذي كنت تناضل ضده من أجل قضية فلسطين العادلة أن أكتبه على ورقة صغير وأدسه في ترابك الطاهر لتنام بسلام بانتصار قضيتك.