السابع من نيسان وزمن القرف

صورة لحافظ الأسد وبجانبه نجليه بشار وباسل، بورتري ديكتاتور
صورة لحافظ الأسد وبجانبه نجليه بشار وباسل، بورتري ديكتاتور

اعتادت سوريا في مثل هذا اليوم ، وعلى زمن حافظ الأسد ، أن تقام فيها الأفراح والمهرجانات الخطابية في كل مكان ، احتفالا بذكرى تأسيس حزب القمع وتكميم الأفواه ، المسمى حزب البعث العربي الاشتراكي .. أما على زمن بشار الأسد ، فقد تراجع الاحتفال بهذه المناسبة كثيرا ، إلى حد أن السوريين كادوا أن ينسوا هذا اليوم المشؤوم .. 

وهذا بالطبع كان فارقا جوهريا في الحكم وإدارة البلد بين بشار ووالده .. ففي الوقت الذي اختار حافظ الأسد أسلوب تأليه نفسه وتحويل الشعب كله إلى خراف ، ظن بشار نفسه بأنه ابن الإله الذي لا تتطلب منه الرئاسة من مهام ، سوى قيادة القطيع ، وبواسطة "شبابة" فقط لا غير . 

لذلك من يراجع قرارات بشار في بداية حكمه ، لا يخاله الشك بأنه كان يتعامل مع سوريا وكأنها المزرعة التي ورثها عن والده ، والشعب السوري ليس إلا من بقايا تركة أبيه .. 

في العام 2011 ومع انطلاق أحداث الثورة السورية ، تيقن بشار بأنه ليس ابن"الإله" ، وعرف حينها أن الشرعية القمعية التي استمدها من والده ، فقدت صلاحيتها ، وبالتالي لا بد أن يكون له شرعية قمعية و إجرامية خاصة به .. لكنه مع كل الجرائم التي ارتكبها ، والتي فاقت من حيث الكم والنوع ، ما ارتكبه والده بعشرات المرات ، إلا أن ذلك لم يمنحه الهيبة ، وظل في نظر السوريين ، شخص مجنون وأهبل ، بالإضافة إلى أنه مجرم ، لكنه إلى اليوم لا يستحق لقب ديكتاتور .. 

يرى الكثير من موالي النظام ، أن السبب في ذلك ، هو التحويلة التي أحدثها بشار الأسد للافتراق عن نهج والده ، من خلال وقف الاحتفالات الجماهيرية بالكثير من المناسبات ، ومنها السابع من نيسان والثامن من آذار ، وأعياد الشبيبة والطلائع والعمال والفلاحين والحرفيين، والتي كان يستخدمها حافظ الأسد ، لإضفاء الهالة على شخصيته وحكمه .. بينما راح بشار الأسد يظهر في الحفلات الموسيقية ، ويضحك في خطابات كالأبله ، ظنا منه أن ذلك يقربه من الناس ، غير أن النتيجة كانت أنه فقد هيبته ، ولم يعد قادرا على استردادها رغم كل ما ارتكبه من فظائع بالسوريين .. 

أما المعارضون والذين ثاروا على هذا النظام ، فيرون أن ما بناه حافظ الأسد ، لم يكن بوسع أي أحد الاستمرار به ، وبنفس الوقت لا يمكن الخروج عنه .. لأنه نظام "الإله" المزيف ، الذي لا بد أن ينتهي بموته .. وهذا ما حدث بالضبط في سوريا .