السوري اليوم ــ فؤاد عبد العزيز
من المؤكد أن المنتج الجديد ذو الـ 20 غراما من زيت الزيتون ، هو أحد صور تردي مستوى المعيشة في سوريا ، لكنه ليس الصورة الأسوأ أو الأكثر تعبيرا ، فهناك العديد من المشاهد الفادحة ، التي تنذر بخطر المجاعة ، التي قد يتعرض لها الشعب السوري قريبا ..
أولها ، ما أعلنته وزارة الزراعة في حكومة النظام منذ أسابيع ، من أن البلد تواجه أسوأ أزمة جفاف منذ 70 عاما ، وبالتالي فإن المحاصيل الزراعية التي كان مخططا لها أن تؤمن نصف حاجة السكان من الغذاء ، لن تكون قادرة هذا العام على تغطية 10 بالمئة فقط .
وأوضح دليل على ذلك ، هو إعلان روسيا منح النظام قرض لتمويل شراء مليون طن من القمح ، وهي كمية بالكاد تكفي لمدة سبعة أشهر ، بينما الكل يعلم ما هي عواقب الاقتراض من روسيا في هذه المرحلة ، إذ تعني المزيد من التنازل عن مقدرات البلد الاقتصادية لصالح هذا "القارض" الجشع ..
ثانيا ، هناك مشكلة كبيرة قادمة ، تنذر بتوقف المساعدات الغذائية الأممية ، في حال استخدمت روسيا الفيتو في مجلس الأمن ، لدى مناقشة قرار تمديدها عبر معبر باب الهوى مع تركيا في 11 تموز القادم .. وهو ما تهدد به ، فيما تصر الدول الغربية على إدخالها من خلال هذا المعبر ، كونها لا تثق بأن يقوم النظام بتوزيعها على السكان المدنيين ..
أما ثالثا ، فهناك مشكلة حقيقية يواجهها النظام ، في تأمين المواد التموينية ، من سكر ورز وشاي وزيت وغيرها من المواد الأساسية ، بعد امتناع المستوردين عن شرائها من الأسواق الخارجية ، بسبب سياسة تسعير الدولار التي يحاول النظام أن يفرضها عليهم .. لذلك لا غرابة أن نجد هذه المواد تباع بالأسواق بالغرامات ، في المرحلة القادمة ، وعلى غرار ما حدث مع زيت الزيتون ..
ناهيك عن كل هذا وذاك ، فهناك اليوم أيضا مشكلة كبيرة تتمثل بانهيار أعداد الثروة الحيوانية ، بكافة أنواعها ، والتي كانت وزارة الزراعة منذ العام الماضي ، تحذر من كارثة كبيرة حولها .. فكيف سيكون عليه الحال والبلد تواجه أسوأ أزمة جفاف منذ عقود .. ؟!
كل الوقائع تشير إلى أن ما ينتظر الشعب السوري ، أخطر بكثير مما يجول في أذهاننا .. وهو حقيقة لا يحتمل السخرية والتندر ، أو حتى الشماتة كما يفعل البعض .. وكل من يظن بأن ذلك سوف يسرع من انهيار النظام ، فهو واهم .. لأن هذا الأخير قرر ، ومنذ زمن بعيد ، أن يستمر ولو على أشلاء السوريين ..