في مثل هذا اليوم وقبل ١٠ سنوات، لم يكن كأي يوم عادي، الجمعة الثانية من الثورة السوري، خروج العديد من المظاهرات و في أكثر من مدينة سورية، جميعها تطالب بالحرية والكرامة.
انقسم المشهد في سوريا إلى ثلاث أقسام، القسم الأول يخرج إلى الساحات ويصرخ ويطلب ويعبر، الثاني يراقب الأول بحذر وخوف وبكثير من الدعم، بينما القسم الثالث، مراقب ومتحفز ولكن ضد القسم الأول، وبحسب تعبيرهم أن سوريا في حينها تواجه الإمبريالية والعدو الصهيوني معًا.
كانت كل المعطيات تشير إلى استمرار المتظاهرين بمظاهراتهم، وبنفس الوقت أخذت المحطات المؤيدة للربيع العربي تنقل بعض أجزاء التظاهرات، حتى جاء الخبر الصاعق، مجزرة مروعة يرتكبها عناصر الأمن بحق المتظاهرين في مدينة الصنمين بمحافظة درعا، صرخ أحدهم هناك شهداء في الصنمين!، هتف أخر حرية، بينما بدأ بعض الشباب بالاقتراب من تمثال حافظ الأسد الأكبر في درعا المدينة، أخذ الشباب يهتفون للصنمين"الذبيحة يومها" واللاذقية التي خرجت في أولى المظاهرات ضد النظام، وهي المدينة التي توجد بها حاضنة عائلة الأسد وشبيحته، فابن عم بشار الأسد منذ قبل الثورة بسنوات ينشر "شبيحته" ويخيف الأهالي حتى لا تقم لعروس الساحل أي قائمة، ولتبقى تحت سيطرة عائلة الأسد.
أخذت الأخبار تتسارع، هناك من يقول ارتفاع أعداد الشهداء إلى اثنين في الصنمين، ثم من يزيد ويقول ارتفع العدد، ما أن سمع الجمع وصول عدد الشهداء إلى سبعة حتى بدأ تمثال حافظ الأسد يهتز يسرى ويمنى، لم يعتقد الثوار أن التمثال مصنوع من مادة الجبس، وسيكون كسره عليهم بالهين، إلا أن لحظة السقوط، أظهرت كم كنا واهمين بهذا النظام وتماثيله.
الجميع يعرف أن أول ما يقوم به نظام الأسد في أي مدينة هو وضع التماثيل، فالتمثال يعبر عن سيطرة الأسد وقوته، هي ضربة أو ضربتان حتى سقط التمثال بعد أو وضع العصا بمؤخرته من قبل شخص لم يستطع أن يضربه بمعوله، ليلهب عناصر الأمن يومها سماء المدينة بالرصاص الحي، ويرتفع عدد الشهداء في هذا اليوم إلى ٦٠ شهيدا في محافظة درعا وحدها.