حدث ُجلل، راح ضحيته ما يزيد عن ١٩ شخصا وعشرات الجرحى، نتيجة لقصف "مجهول المصدر" على مركز مدينة عفرين في الريف الشمالي من حلب، القصف جاء في البداية على مركز المدينة، ومن بعد ذلك سقطت عدة قذائف صاروخية على مستشفى الشفاء في عفرين، بعد أن تجمع عدد من الأهالي لإنقاذ المصابين من القصف الأول.
القصف الثاني كان الأعنف، حيث استهدف المستشفى وتحديدا قسم التوليد، راح ضحية هذا القصف عدد من الكادر الطبي، وعدد من المسعفين "القبعات البيضاء"!، الغريب في الموضوع أن الفصائل المسيطرة منعت الصحفيين ممارسة عملهم في نقل نتائج هذه الجريمة إلى العالم أجمع، والحجة هي الحماة من "تحديد المواقع" و"التصوير يكشف مواقع عسكرية" وكأنها مواقع غير معروفة وسرية،
فهي بحسب مواقع إخبارية "تابعة للنظام" ومواقع دولية ، مواقع معلن عنها بالأصل لعدم استهدافها من قبل القوات "الروسية" التي وقعت اتفاق مع القوات التركية في مطلع عام ٢٠١٨.
المشهد الثاني ، يوم أمس ، بعيد عن المشهد الدامي في عفرين، بعيد كل البعد عن سوريا، إنه قادمة من ملاعب كرة القدم، حيث أصيب ووقع على الأرض لاعب كرة القدم الدنماركي "كرستيان ايريكس" في المواجهة التي جمعت الفريق الدنماركي مع الفريق الفنلندي.
فبعد أن تعرض اللاعب لهذا الحادث شكل جميع أعضاء المنتخب جدارا حول اللاعب المصاب، والهدف من هذه الوضعية منع التصوير وعدم رؤية زميلهم وهو في لحظاته الأخيرة لربما، حتى إن الكادر الطبي، عند إخراج اللاعب من أرضية المعلم قام بإحاطة المصاب بأغطية كي لا تراه عدسات الكاميرات التي تحيط الملاعب من كل جهة.
لماذا هذا التعتيم في نقل الأحداث ، ولأي جهة تعود الفائدة!، بكل تأكيد لا ينبغي جرح مشاعر الأخرين بمشاهدة الجثث، مازال الشعب السوري يقتل منذ عشر سنوات، وتناقلت صوره جميع الكاميرات، و أغلب الجثث التي تناقلتها صورها وسائل الإعلام لم يكشف عن اسم صاحبها إلى يومنا هذا، فإلى متى يبقى هذا التكتيك في التعتيم الإعلامي لما يحدث في سوريا ساري المفعول، ولمصلحة من ؟!