مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية في سورية، بدأ النظام يمارس المزيد من الاجراءات لغرض إخضاع السوريين"المتذمرين" في المرتبة الأولى ولممارسة نظريته المتبعة منذ ستينيات القرن الماضي في تشديد القبضة الأمنية على السوريين وهنا يتساوى "المتذمر" و"الخانع" لأوامر الأسد.
عندما أصدر نظام الأسد ما يعرف بالبطاقة الذكية، انتقد معارضو الأسد هذا الإجراء، واعتبروها آخر ما يمكن أن يستخدمه الأسد في سياسة تجويع السوريين، إلا أن لهذه الإجراءات"البطاقة الذكية" شروط للحصول على المساعدات أو حتى المخصصات من المواد الغذائية "المدعومة"، من هذه الشروط الأخيرة التي طالت جزء واسع من شبيحة الأسد بشكل خاص ومنها لا يحق لمن يملك سيارة جديدة أن يحصل على بعض المواد المدعومة كالمحروقات والخ، هذه الإجراءات جعلت الانتقادات لنظام الأسد تخرج من بعض رجاله ومنهم صحفي يدعى كنان وقاف وهو من أبناء محافظة طرطوس.
محاولات التضيق على منتقدي الأسد طالت أيضا بعض الفنانين السوريين مثل فراس إبراهيم، الذي انتقد مقابلة الأسد ل وائل رمضان وسولاف فواخرجي، كما أنه قبل أسبوع هدد حيدرة سليمان الفنان عباس النوري عيانا بيانا واليوم يهدد فراس إبراهيم ويصفه بالفاشل!
انقل حرفيا ما كتبه فراس إبراهيم على صفحته الشخصية في فيسبوك" تعقيباً على لقاء الدكتور بشار الأسد، بالفنانة الصديقة “سلاف فواخرجي” والفنان الصديق “وائل رمضان” أرى أنه من الجيد والمفيد، والايجابي، أن يلتقي الرئيس، بشخصيات اعتبارية تمثل شرائح متنوعة من المجتمع السوري، بالتوازي مع لقاءاته الحكومية والرسمية" انتهى الاقتباس .
نعود مجددا لممارسات الأسد ونظامه في تجويع واخضاع السوريين، ولربما يتبع الأسد سياسة حصر وتحديد الشعب، فقديما كانت دوائر الدولة رغم "الحداثة والتطوير" تتبع سياسة التحديد ولا تصدر الأوراق الحكومة إلا من مكان الولادة، وكان يعلل النظام حينها أن دوائر الحكومة غير مستعدة للامركزية، بينما الحقيقة باتت واضحة في هذه الأيام، فسياسة الأسد هي وضع الجميع في السجن، فالسجين في ال"مهجع" لا يحق له أن يأخذ "الإعاشة " أي الطعام إلا من مهجعه وعليه فإن سوريا في هذه الحالة أصبحت كالسجن ولكن يحق لنا أن نطلق عليها وصف السجن المركزي.
فحامل البطاقة الذكية هو مسجون في بلدته أو حتى في منطقة لا تبعد مسافة يوم واحد حتى يستطيع الحصول على امتيازات البطاقة الذكية!