في مثل هذا اليوم وقبل ١٤ عاماً بالضبط، احتفل المؤتمر العام الرابع لاتحاد الصحفيين السوريين في وبزيارة "عفوية" بشار الأسد للندوة التي أقيمت احتفالًا بـ “انتصار المقاومة اللبنانية على إسرائيل!”، فجعل من تلك الندوة “عيداً"، يستذكر الصحفيون السوريون انتصاراتهم وديمقراطيتهم المسلوبة في مثل هذا اليوم.
في الغالب الاحتفال بالمناسبات الوطنية هي مكرمة من رأس الهرم في حزب البعث العربي الاشتراكي، وبمناسبة تخصيص هذا اليوم للاحتفال بيوم الصحاف، وعليه تكرم الأسد الابن بتخصيص هذا اليوم للتعبير عن حرية الصحافة في بلد يفتقد أدنى مقومات الحرية والديموقراطية.
ربما تخصيص يوم ١٥ من آب تحديدا، هو نوع من أنواع التعبير عن حرارة الصيف، وصعوبة هذه المهنة في مثل هذه البلدان!
أما عن حرية الصحافة، فقد أثبتت مؤشرات لجنة حماية الصحفيين العالمي للإفلات من العقاب، أن سوريا بين 12 دولة مسؤولة عن 80% من جرائم قتل الصحفيين، خلال السنوات العشر الماضية من عمر الثورة، الثورة التي اندلعت من جنوب البلد لتطالب بالحرية والديمقراطية لجميع السوريين.
احتلت سوريا سوريا المرتبة الثانية بعد الصومال، تلاها العراق وجنوب السودان في القائمة التي تضم أسوأ الدول ضمن المؤشر التي تمارس الأعمال العسكرية، لمواجهة القلم والفكر.
منذ عام ٢٠١١، غادر سوريا المئات من الصحفيين السوريين، غادروها معلنين عن تمسكهم بحرية قلمهم، و داعمين للثورة السورية التي دافع عنها في المقام الأول الصحفيون وفضحوا ممارسات الأسد الابن، ولو أن الأيام عادت، لوجدنا أن مدن ومحافظات كاملة، كان من الممكن أن يدمرها النظام بدون أن يُسمع لها صوت ، وما أحداث الثمانينات ببعيدة، حيث بطش جيش الأسد بالمدينة، ولم يشاهد حالة واحدة تفضح الأسد كما يفعل الآن أبناء الثورة من إعلاميين وصحفيين وناشطين مدنيين وحقوقيين