المطلوب هو الصمود.. العدو من أمامك ومن خلفك!

صورة تعبيرية -انترنت
صورة تعبيرية -انترنت


في مطلع التسعينات قال بعض الظرفاء مستهزئين بجيش الأسد "نكتة" مفادها أن قائدا لسرية في الجيش السوري قال لأحد العساكر في مجموعته: يا خلف ماذا تفعل لو أتاك العدو من الأمام؟ أجاب خلف بكل اعتزاز وشموخ وكبرياء: "أطخه"! 

فأتبع القائد بسؤال ثاني: ماذا لو أتاك العدو من الأمام ومن الجانب الأيمن! فقال العسكري: إذا كان أمامي مباشرة "أطخه" وألتفت إلى جانبي الأيمن و"أطخه" أيضا!

هنا أتبع قائد السرية بسؤال ثالث: ماذا لو أتاك العدو من الأمام ومن اليمين ومن اليسار أيضا: فأجاب خلف: "أطخ" في البداية الذي أمامي ومن ثم ألتفت لليمن و"أطخه" ومن ثم لليسار ف"أطخه" أيضا!

هنا قال القائد لخلف ماذا لو أتاك من أمامك ومن يمينك ويسارك ومن خلفك في نفس الوقت؟ فسكت خلف قليلا وصرخ بوجه القائد: "ألا يوجد في المعركة سوا خلف؟".

يستذكر السوريون في هذه الأيام طرائف الجيش في زمن الأسد الأب، بعد مطالبة سلطة الأسد الابن الشعب السوري بالصمود ومقاومة النقص الحاصل في المواد الأساسية كالدقيق والحليب والمحروقات.

كما إرتفعت في الأيام الأخيرة بعض الأصوات من داخل العاصمة دمشق، حيث بدأتها الفنانة شكران مرتجى وطالبت بتوفير المياه للمتزوجين من أجل ممارسة حقوقهم الزوجية، وقالت: من أبسط حقوق الزواج هو الاستحمام، نريد يوم كامل كهرباء بدون انقطاع في الأسبوع". 

من جهة أخرى، تحت قبة البرلمان في حكومة الأسد، وجه عضو البرلمان ناصر الناصر العديد من الأسئلة وصفها البعض بأنها حادة لرئيس حكومة الأسد، ومن الأسئلة ما يحدث من فساد في دوائر الدولة، وانتشار بيع المخدرات، وفقدان السيطرة على الحدود الفاصلة بين سوريا ولبنان.

قبل عدة أيام، أطلت أسماء الأخرس زوج بشار الأسد على الشعب السوري، في خطاب وصف بخطاب العام، قالت فيه، إنها و"سيادة" الرئيس أي زوجها فخورين بصمود الشعب السوري وطالبتهم بمزيد من الصمود والتصدي للجوع الحاصل في سوريا بدون أن توعدهم بتحسن ظروف الحياة أو حتى استئصال الفساد من دوائر الحكومة.

مؤخرا قالت لونا الشبل مستشارة بشار الأسد أنه لم يمت أحد في سوريا من البرد أو الجوع، بينما نُشرت مئات الصور لأطفال ماتوا من سوء التغذية أو تظهر عليهم أعراض صور التغذية، وأيضا انتشرت صور لسوريين ماتوا بسبب البرد بعضهم كما حصل مع شبان حاولوا الخروج من سوريا إلى لبنان بطريق غير شرعية، وجدوا بعد أيام وقد وافتهم المنية بردا. 

ربما حتى العسكري صاحب القصة إن كانت حقيقة ستجده الآن في إحدى مخيمات اللجوء، بعد أن رفض الانصياع لأوامر قادته بإطلاق الرصاص على أهله من السوريين أو لربما فارق الحياة بردا او جوعا على الحدود مع دول الجوار.