نعود مجددا إلى درعا البلد، تلك المدينة التي أشعلت الثورة في سوريا قبل 10 سنوات بحناجر أولادها، عندما حاول اليد اليمنى لنظام الأسد "عاطف نجيب" حينها إهانة العشائر "الحورانية"، بعد محاول التفاوض معه على أن يطلق الأطفال المعتقلين! لكن المفاوضات باءت بالفشل، فكان على المدينة أن تخوض مفاوضاتها بنوع أخر وبتكتيك مختلف.
مفاوضات درعا البلد لم تنته بعد، فجديد المفاوضات التي يترأسها في هذا المرة "أسد الله" الجنرال الروسي، الذي عين قبل اسبوعين من قبل حكومة بوتين، كحاكم عسكري لدرعا، هو مطالبة "أسد الله" بتسليم 200 قطعة سلاح فردية ، مقابل إخراج اللجان المحلية التابعة للأجهزة الأمنية من مواقعها في حي المنشية وحي سجنة وجمرك درعا القديم، إضافة إلى سحب السلاح منهم، الأمر الذي لاقى رفضاً شعبياً واسعاً في المنطقة من أبناء مدينة درعا الخارجة عن سيطرة الأسد.
ورداً على رفض المطلب، هدد الجنرال الروسي بالتصعيد العسكري على درعا البلد، والذي بدأ بفرض الحصار على المنطقة وإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية منها إلى مركز المدينة، في حين حلق الطيران الحربي فوق مدينة درعا وريفها على علوٍ منخفض تهديداً بالتصعيد.
عندما هدد عاطف نجيب أبناء درعا في المرة الأولى، أيضا وصلت ما يقارب 12 طائرة هيلوكوبتر إلى درعا، وحاول النظام فرض السيطرة بالقوة، بعيدا عن التفاوض "المرفوض" شعبيًا، ربما التاريخ يعيد نفسه ويجب على مدينة درعا أن تخوض حرب التفاوض مجددا ولكن هذه المرة مع جنرال روسي بدلا من عاطف نجيب.