لماذا تُقصف وتحاصر درعا البلد؟

من مظاهرة درعا البلد في ذكرى الثورة(انترنت)
من مظاهرة درعا البلد في ذكرى الثورة(انترنت)

مضى على حصار درعا ما يزيد عن 75 يوماً، في كل يوم تقريبا يطلب الروس "الضامن" من اللجان المفاوضة تقديم حسن السلوك والموافقة على الاملاءات، التي يريدها قادة النظام وقادة الميليشيات المحاصرة لدرعا البلد!


في البداية ضغط النظام على أهل درعا البلد للموافقة على رفع علم النظام ووضع حواجز أمنية، والأمر الأهم من هذا كله هو إصدار بيان من اللجان المفاوضة بأن بشار الأسد هو الرئيس الشرعي لسوريا، رغم أن الانتخابات في درعا البلد تحديدا لم تحدث بالمطلق.

مطالب النظام تبدو للوهلة الأولى، محددة وواضحة، إلا أن هناك الكثير ما يخفيه النظام وقادته، فهو يريد الظهور للعالم بأنه أجبر درعا "مهد الثورة" على الخضوع لأوامره، وهو الذي يصول ويجول من جنوب سوريا إلى شمالها! 

لأجل ذلك يرسل الوفود في كل يوم تقريبا، ويوهم الجميع أنه منفتح على جميع الآراء، رغم قوته العسكرية وسيطرته على المنطقة " عسكريا"، وبنفس الوقت يرسل التعزيزات على محيط المناطق المحاصرة من جهة، ويرسل الوفود للتفاوض من جهة أخرى، حتى إذا توصلت اللجان المفاوضة "لجان درعا البلد ولجنة حوران المركزية" لنقاط الاتفاق، رفع النظام وقادته في درعا السقف، وطالبوا بالمزيد.

الأيام تمضي، ويثبت أهل درعا أنهم رافضون للأسد رغم حواجزه وقصفه والدعم الروسي والميليشيات الطائفية، يثبتون أنهم عمود الثورة وشريانها، فهي التي فضحت النظام قبل عشر سنوات، وهي التي عرته في مسرحية الانتخابات بعد أن خرجت صناديق الاقتراع من أحياء درعا البلد خاوية كرؤوس حامليها، التي حملوها رغم معرفتهم بأن الاعتراف بالأسد أصبح من الماضي، فلا درعا تنتخب الأسد ولا هي قابلة بحواجز الميلشيات والأفرع الأمنية، ولن تقبل بجيش قتل الآلاف من أبناء المدينة.