مغادرة القصير والدرب الطويل !

القصير والهيمنة المستمرة لحزب الله
القصير والهيمنة المستمرة لحزب الله



في مثل هذا اليوم رفع مجموعة من الميليشيات الطائفية راياتهم الطائفية الشيعية على مئذنة مسجد في مدينة القصير بريف حمص، لتُظهر تلك الصورة وحشية المعتدي وخسارة المدافع.

بعد ١٨ يوما من المعركة التي قابلت العين بها المخرز، لم يعلن جيش النظام سيطرته على المدينة، بل أعلن أنه طهر البلدة من الإرهابيين بمساعدة القوات الحليفة، لم يترك النظام أي مجال للشك أن الهجمة كانت لإخراج السكان الأصليين من أرضهم، فهو تفاخر أنه "قضى" على جميع من طالب بالحرية في هذا البلد التي أخرجت في أغلب أيامها من عمر الثورة أجمل المظاهرات التي مازال أبناء المدينة "القصير" يتذكرونها كما يتذكرون حقول التفاح ولمعة التفاح الأخضر الذي لا يضاهيه فاكهة في جميع البلاد بالنسبة لسكان المدينة طبعا.

بعد تسع سنوات لم يستطع أهل مدينة القصير العودة إلى بيوتهم رغم كل الوعود التي تلقوها بأن الراعي الروسي "حليف الأسد" سيفرض على الميلشيات الشيعية اللبنانية، التي تحتل القصير منذ إعلان جيش الأسد إنهاء مظاهر" العصيان" في المدينة، كيف سيفرض محتل على محتل آخر يشبهه بكثير من التفاصيل أن يغادر مدينة احتلها بقوة السلاح! ، وخصوصا أن اتفاقية القصير بين الأسد وحزب الله "حليف الأسد الأبرز" أخذ الوعود بأن تكون مكافأة سيطرته على القرى الحدودية هي احتلاله وتغير الديمغرافي للمدن أبرز أنواع المكافأت التي تبدو واضحة إلى الآن.

معركة القصير شهدت أطول طريق وأنجح عملية انسحاب عسكرية، حيث يبلغ عدد المنسحبين من المدينة في هذا اليوم قبل تسع سنوات حوالي ٢٥ ألف نسمة، جميعهم سلكوا الطرق الوعرة والخطيرة حتى استطاعوا أن ينجوا بأنفسهم من الهجمة الطائفية التي شنها مقاتلوا حزب الله اللبناني، ورغم أن المدينة تحمل أسم القصير إلا أن طريق مغادرتها صنف بأنه أطول طريق، بدءا بما يعرف "بالفتحات" وهي منافذ وطرق أوجدها أبناء المنطقة في أيام الحصار استخدموها عندما قرروا مغادرة المدينة، ونهاية بما يعرف بالشيك المكهرب على الحدود مع تركيا .

لمدينة القصير قصة أيضا تتميز بها عن باقي المدن السورية فهي المدينة التي  جاء إليها كل من عبد القادر الصالح(حجي مارع) وقائد المجلس العسكري في حلب ،حينها، العقيد عبد الجبار العقيدي ، والكثير الكثير من أبناء سوريا الثوار ، الذين أدركوا يومها خطورة هذا المحتل و همجيته، وسيذكر التاريخ قصة هذه المدينة التي تجمعت فيها أيقونات سوريا  و ودعونا قبل أن يذهبوا إليها منتصرين.