هتافات السوريين على مدارج ملاعب كأس العرب

دموع نجم المنتخب السوري بعد الخروج من كأس العرب
دموع نجم المنتخب السوري بعد الخروج من كأس العرب


لم يحصل يوما أن فريقا لكرة القدم يتمنى له أبناء وطنه الهزيمة أمام خصمه، بل ويشجعون خصمه ضده. ما شاهدناه وسمعناه في مبارتين لفريق النظام السوري المشارك في بطولة كأس العرب يعكس مدى عمق الجروح التي اقترفتها يدا هذا النظام ولايزال في لحم الشعب السوري، حتى صار هذا الشعب المكلوم يرفض حتى تشجيع فريق رياضي يصطف تحت لواء النظام. كان المشجعون السوريون يهتفون للفريق التونسي ويتمنون له النصر، وكذلك الأمر للفريق الموريتاني الذي هزمه شر هزيمة وطرده من متابعة منافسات كأس العرب.

كانت مشاهد اللاعبين المهزومين، وهم يبكون، ويتلوون على أرض الملعب من ألم الهزيمة، إلى أي مدى كان هؤلاء، ومن ورائهم النظام الذي أرسلهم، يعولون على انتصاراتهم كي يسدلوا حجابا واقيا على جرائم النظام، ويظهرونه بمظهر المنتصر على أرض الدولة المضيفة للكأس، وهي الدولة الوحيدة التي تقف إلى الآن ضد تعويمه، وعودته إلى الجامعة العربية، وتطالب بالحل السياسي عن طريق التفاوض مع المعارضة.

لقد كان هذا النظام يعول كثيرا على اللاعبين المتباكين، والمتلوين ألما من جرح الهزيمة المبكرة، ولكن مع هذه الهزيمة كان لا بد من لعب مسرحية "دموع التماسيح" أمام رأس النظام كي يصفح عنهم لعدم تحقيق تطلعاته عبر انتصاراتهم لتلميع صورته المدماة، والتي تذكر بمسرحية "دموع الديناصورات" التي ذرفت من قبل المتباكين المتملقين عندما انتزع ملك الموت عزرائيل روح حافظ الأسد نهاية القرن الماضي. هذه الروح التي أصابتها اللعنة من قبل السوريين وصارت شعارا يردد في كل مناسبة، وسمعناه عاليا على مدرجات ملاعب كأس العرب بشطره الأول:" يلعن روحك يا حافظ يلعن روحك"، وفي شطره الثاني:" يلعن روحك أنيسة، يلعن روحك" وهي زوجته وأم الوريث الذي فاق أباه أجراما وتدميرا.

حتى شاركهم في ذلك مشجعوا الفريق الموريتاني المؤيدون لثورة الشعب السوري، ويدينون كل جرائم النظام في سورية والسوريين وصاروا يرقصون طربا لتشجيع السوريين لفريقهم ضد فريق النظام.

إزاء هذه المشاهد يجب أن يعي هذا النظام، ومن يؤيده، أن الثورة السورية لم تنته فصولا، وهي جمر لا يزال متقدا في النفوس، ومن الصعب أن يستحيل رمادا، فالدم المغلي على الدم المسفوك لا يبرد، ولا أحد يخلد إلى الأبد، وعند الواقعة الكبرى هيهات، لات حين مناص.