احتفل حلف شمال الأطلس (الناتو) بالذكرى 75 لتأسيسه في ظل تحديات كبيرة تواجهه اليوم على عدة جبهات: الحرب الأوكرانية، الحرب في غزة، التهديدات الإيرانية واحتمال نشوب حرب في الشرق الأوسط، تحديات صينية اقتصادية وعسكرية، تراجع نفوذه في إفريقيا، مخاوف أوربية على أمنها. في ظل هذه التحديات والمخاوف أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن على الولايات المتحدة المحافظة على "التزامها المقدّس" حيال حلف شمال الأطلسي تزامناً مع إحياء الذكرى 75 على إحيائه، بعدما قوّض منافسه في الانتخابات دونالد ترامب بند الدفاع الجماعي الوارد في معاهدته. ويشعر حلفاء الناتو بالقلق بشكل متزايد من احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية. وكان ترامب قد صرح مؤخراً بأنه سيشجّع روسيا على مهاجمة أي دولة منضوية في الناتو لا تنفق ما يكفي على الدفاع. وعندما كان في السلطة، فكّر في الانسحاب من الحلف إثر اتهامات بأن الدول الأخرى لا تفي بالتزاماتها المالية، كما حاول سابقا ابتزاز دول الخليج بإرغامها على دفع ثمن الحماية الأمريكية لها. وقد تجلت المخاوف بعض الدول الأوربية التي لم تكن عضوا في الحلف كفنلندا والسويد بانضمامها للحلف خوفا من اجتياح روسي كما يحصل في أوكرانيا. وقال بايدن إنه عبر انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف بات "أكبر وأقوى وأكثر تصميما من أي وقت مضى". وأضاف: "خطط أعداؤنا لكسر وحدة صفنا اللافتة بينما صمدت ديموقراطياتنا". الموقف الروسي الذي لا يرى بنفس المنظار وجود هذا الحلف خاصة وأن موسكو تخلت عن حلف وارسو بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتسعى اليوم لبناء حلف آخر مع دول أخرى (الهند والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا) تحت مسمى "بريكس" وهو تكتل يهيمن اليوم على شرق آسيا. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن أنشطة حلف شمال الأطلسي لا تعزز حالياً الأمن ولا الاستقرار في أوروبا، "بل على العكس من ذلك فهي عامل مزعزع للاستقرار. ونرى اليوم أن مستقبل الحلف مرهون بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بين المتنافسين بايدن وترامب، أو بين سياسة تاجر العقارات الذي لا يرى قوة أمريكا إلا من خلال العائدات المالية، وبين بايدن الذي يواجه الهزائم (في أفغانستان، واليوم في دعم حليفة المهزوم في غزة)، الغضب الشعبي العارم من مواقفه في المشاركة في المذبحة الفلسطينية. وفي كلا الحالتين يبقى الخطر ماثلا أمام الحلف كلما تعقدت الأمور في الشرق الأوسط، وأوكرانيا، وشرق آسيا، وخطر اتساع الحرب في الشرق الأوسط.