ارتبطت صورة الائتلاف بأذهان السوريين بالفشل والجمود وتقديم التنازلات، والاكتفاء بإصدار البيانات والاستنكارات لما يقوم به النظام وحلفاؤه من عمليات إجرام وقتل بحق الشعب السوري، الذي فقد أي ثقة بالائتلاف أو أي كيان سياسي معارض، وخاصة بعد الأحداث التي شهدتها وتشهدها أحياء درعا البلد؛ من حصار جائر وقصف وتهجير يسعى من خلاله النظام والقطعان الطائفية التابعة له إلى اقتلاع جذوة الثورة من جذورها، تنفيذاً لمصالح إيران ومشاريعها الطائفية.
ولكن يبدو أن رئيس الائتلاف يسعى إلى تغيير هذه الصورة السلبية للائتلاف من خلال تهديده اليوم بوقف انخراط الائتلاف في أي عملية سياسية مع المجتمع الدولي في حال لم يتوقف الإجرام الذي يمارسه النظام وحلفائه في درعا، فقد قال سالم المسلط رئيس الائتلاف الوطني في تغريدة على حسابه في تويتر: " ما لم يتوقف هذا الإجرام ضد أهلنا في درعا، من خلال تحرك جدي وفوري للدول الفاعلة، فلن يبقى أي معنى لالتزامنا مع المجتمع الدولي بأي عملية سياسية على أي مستوى أو مسار". وأضاف المسلط: "لا يمكن أن نقف متفرجين على قتل أهلنا بيد النظام المجرم وحلفائه".
يشار إلى أن العملية السياسية التي بدأتها المعارضة السياسية منذ مؤتمر جنيف1 عام 2021 لم تحقق أي تقدم لصالح الثورة، إذ أنها لم تستطع إخراج أي معتقل، أو إدخال سلة غذائية واحدة للمناطق المحاصرة.
وكانت قوات النظام والميليشيات الطائفية قد فرضت حصاراً جائراً على أحياء درعا البلد منذ 25 يونيو/ حزيران ، بعد رفض الأهالي تسليم السلاح الخفيف، باعتباره مخالفاً لاتفاق التسوية الذي تم بوساطة روسية عام 2018، والذي نص على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط فقط، بينما تعود الأسباب الحقيقية لهذا الحصار إلى رغبة النظام في الانتقام من أهالي درعا البلد بعد رفض الأهالي المشاركة في مسرحية الانتخابات الرئاسية للنظام.