بعد أن أصدرت محكمة كوبلنز في ألمانيا حكمها على المساعد أول إياد الغريب، بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود أفعال السوريين، جزء كبير منهم هللوا وفرحوا بهذا الإنجاز ووصفوه بأنه نصر للعدالة الإنسانية، إلا أن عدداً لا بأس به منهم وصفوا هذه المحكمة بغير العادلة.
استمرت محاكمة إياد الغريب عشرة شهور تقريباً. وطالب المدعون الألمان رفع عقوبة الغريب إلى خمس سنوات، فالتهمة هي عمله في أمن الدولة بالفرع الداخلي القسم 40 عند المقدم حافظ مخلوف "ابن خال بشار الأسد"، ويتهم "الغريب" بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية.
عند وصول أي لاجئ إلى ألمانيا يجب عليه أن يدلي بشهادته ويجيب على عدة اسئلة، "الغريب" لم يخف المشاركة في اعتقال 30 متظاهرا في مدينة دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية قرب دمشق، في شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين أول (أكتوبر) من عام 2011 ونقلهم إلى مركز اعتقال تابع لأجهزة الاستخبارات، ليتلقى المعتقلون هناك أشد أنواع التعذيب.
صراحة الغريب أودت به إلى خلف القضبان، ليكون أول معتقل ومحاكم، خدم في أجهزة المخابرات السورية وليحقق بذلك سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العالم، شبيهة بمحاكمات نورمبيرغ لبعض أعضاء النظام النازي سابقاً بعد الحرب العالمية الثانية.
يصف أحدهم المحاكمة بأنها نصر طفولي في زمن الجرائم، متمنياً أن يحاكم قادة النظام لا العناصر الذين أجبروا على الخدمة لبضع الوقت بين صفوف أجهزة المخابرات في سوريا، ووفقاً لمقربين من الـ "غريب" فهو غادر سوريا بعد انشقاقه وطالب بالأمن والأمان في ألمانيا.
إلا أن هذا النصر "الطفولي" أسعد الكثيرين، الذين اعتبروه "شيئاً من العدالة" على هذه الأرض وبصيص أمل في خضوع رأس النظام لمحاكمة عادلة تصدر بحقه عقوبة تناسب ما اقترفته يداه خلال العشر سنولت من عمر الثورة.