موقع ميديا بارت الفرنسي، وكذلك مجلة “نيو لاينز” الأمريكية، كشفا أن منظمة "أنقذوا مسيحيي الشرق" الفرنسية غير الحكومية، ومنذ العام 2014 ظلت تقدم الدعم للمليشيا التي تقاتل لصالح النظام السوري،، وهي مدانة بقتل وتعذيب مدنيين سوريين تحت غطاء مما تدعيه "مساعدة المسيحيين في سوريا".واعتبرا أنها انتهكت القانون الدولي، والقانون الفرنسي.
التحقيقان آظهرا أن وزارة القوات المسلحة الفرنسية، بعد سنوات من قطع العلاقات مع النظام السوري عام 2012، منحت هذه الجمعية وضع "مؤسسة شريكة في الدفاع الوطني" في فبراير/شباط 2017. ثم تخلت عنها دون ذكر الأسباب. التحقيقان تحدثا عن رجل الأعمال السوري سيمون الوكيل زعيم ما يسمى ميليشيا "الدفاع الوطني" بمنطقة محردة ( مدينة سورية ذات غالبية مسيحية)، وهي مليشيا مسيحية شكلها النظام السوري متهمة بارتكاب جرائم حرب في البلاد، وتنشط في محافظة حماة وريفها منذ العام 2013.
الشبكة السورية لحقوق الانسان أكدت بدورها أن ميليشيا" الدفاع الوطني" شاركت في هجمات النظام السوري على حماة وإدلب عام 2019، ونهبت الأدوات المنزلية في تلك المناطق وباعتها في سوق مدينة السقيلبية المسيحية القريبة من محردة.
تحقيق ميدبا بارت يشير إلى الارتباط بين مؤسسي هذه الجمعية شارل دو ماير وبنجامين بلانشار، مع النائب الفرنسي اليميني المتطرف جاك بومبار الرئيس الحالي لبلدية أورانج، ويظهر صورهما وهما يحملان بنادق الكلاشينكوف في سوريا.
وكان المؤسس الفعلي للجمعية أوليفيه ديموك قد صرح في 2013 " إذا كنا كاثوليكيين سنقاتل في سورية للدفاع عن المسيحيين السوريين". التحقيقات أكدت بالوثائق الدامغة أن منظمة “أنقذوا مسيحيي الشرق” قامت بتحويل مئات آلاف اليوروهات سنوياً من فرنسا إلى سورية عبر مؤسسات مالية وسيطة موجودة في العراق ولبنان، متحايلةً بذلك على العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري، إلا أن أكثر الأدلة إدانة هي وجود فواتير مسربة “توثق التبادل المباشر لما يقرب من 46000 يورو نقداً من منظمة أنقذوا مسيحيي الشرق إلى أيدي المدعو سيمون الوكيل، قائد إحدى ميليشيات الدفاع الوطني سيئة السمعة التابعة لنظام الأسد، كان من مهام الجمعية أيضا التي قامت بها، وهي حملة “عيد الميلاد في سورية”، والتي كان هدفها المعلن هو تقديم المساعدات الإنسانية للمسيحيين في الشرق الأوسط، للتغطية على ترويجها لأجندة سياسية يمينية ونشر معلومات مضللة مثل “قطع رؤوس المسيحيين في سورية".
هذه الفئة اليمينية المتطرفة لا تمثل الشعب الفرنسي، ولا الدولة الفرنسية بكل تأكيد، لكن يبدو أن عقلية صليبية خطاب البابا أوربان الثاني التي أطلقها في العام 1095 والتي حض فيها المؤمنين التوجه إلى القدس لقتل " الكفار" أي المسلمين مازالت في بعض الأذهان، ويدعمها نظام الأسد الأكثر تطرفا وطائفية، مع أن المسيحيين كانوا يعيشون في أمان واطمئنان في فلسطين تبعا للعهدة العمرية: ""هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان.. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها... أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم"وحتى لما فتح صلاح الدين الأيوبي القدس الشريف لم يوغل في دماء المسيحيين رغم المجازر التي ارتكبوها ضد المسلمين. ومسيحيو سورية كانوا ولا يزالوا يعيشون في أمان ولم يتعرض لهم أحد.
يكفي ان نذكر أن رئيس وزراء سورية فارس الخوري أجمع البرلمان السوري ومنهم نواب الأخوان المسلمين أن يلحقوا به وزارة الأوقاف الإسلامية. وفي فلسطين عائلة نسيبة المسلمة هي المسؤولة منذ عهد صلاح الدين على تنظيف وفتح أبواب كنيسة القيامة بعد ان اختلف المسيحيون أنفسهم من سيقوم بخدمة الكنيسة.