أيا جارة القمر

فيروز
فيروز

في عيد ميلاد جارة القمر


أيا جارة القمر طربنا وعادنا ما يشبه الأحلام من ذكراك، ففي كل عيد ميلاد لك نذكرك، وفي أيام الفرح نذكر، وأيام الألم، والتيه، والجور.

ففي أعراسنا غنيناك، وفي مآسينا غنيناك، وفي صدي السنين الحاكي عنيناك، كنت في القلوب العاشقة ولا زلت، كنت في القلوب المعتصرة لآلام الغربة والاغتراب واللجوء، والأقدام العارية الهاربة من قتل البرابرة ولا زلت، كنت في قلب كل من ألف رنة صوتك،

ووتر زياد وكلمات عاصي، والأخطل، وعقل، والقباني..وكل من عاش في الأندلس شاعرا في صباحات الشام والمغربين والمشرقين ولا زلت، من ينسى من السوريين ما قلت: شآم أهلوك أحبابي وموعدنا أواخر الصيف آن الكرم يعتصر.. وأين في غير شام يطرب الحجر، ومن ينسى عندما زرت القدس وغنيت لها: الغضب الساطع آت وأنا كلي إيمان..حين هوت مدينة القدس تراجع الحب وفي قلوب الدنيا استوطنت الحرب، لا ننسى، أنا يا عصفورة الشجن مثل عينيك بلا وطن.. أنا لا أرضٌ ولا سكن ٌأنا عيناك هما سكني. وأهل مكة الصيدا طربوا لما غنيت مكة والعيد يملأ قبلك عيدا، وكلما غنيت، وغنيت من حب وغزل، لا تسألوني ما اسمه حبيبي أخشى عليكم ضوعة الطيوب، وحزن وشجن مع شادي الذي ضاع في الوادي،

عدت إلى الوطن لبنان لنسمع منها دبكته، ونشاهد قمر مشغرة، ومرفأ بيروت، وجبال صنين في العلالي يخبر الحلوين الحجل، وتعودين إلى دمشق وإلى مسرح معرض دمشق الدولي من كل عام مع عصير الكروم تقرئين مجد الشام في قلبك وفي الكتب شآم أنت المجد لم يغب. أيا جارة القمر لن ننسى صوتك الملائكي الذي سافر في كل الدنيا، وقلبك الكبير، ولن ننسى عبقرية زياد، ونغمة عاصي. دمت لنا يا جارة القمر والشمس والنجوم.