ما الذي بقي من أراض للعرب، ومن تراثهم، وفنهم، ومطبخهم لم تدنسه، أو تستولي عليه دولة الاحتلال والإجرام والإبادة الجماعية، اليوم تقوم فرقة النور الموسيقية الإسرائيلية بمناسبة مرور خمسين سنة على وفاة كوكب الشرق ام كلثوم سلسلة حفلات في حيفا ويافا وبئر السبع لأداء أغاني الهرم الرابع، أيقونة الغناء العربي أم كلثوم، تؤدي فيها المطربة فيوليت سلامة بمرافقة 30 عازفًا، قائمة من أغاني الأسطورة الغنائية العربية، وأعلنت حفيدة شقيقة الفنانة الراحلة، جيهان الدسوقي، أن أم كلثوم لا تخص عائلتها فقط، بل تمثل «الهرم الرابع لمصر»، ودعت إلى تحرّك وزاري مصري للتصدي لـ«هذه الخطوة الإسرائيلية» التي وصفتها بأنها «اغتصاب للتراث المصري، وليس تراث عائلة أم كلثوم فقط»
وأكدت أن استغلال صوت وصورة أم كلثوم من أي جهة يستلزم إذنًا وتصريحًا، وهو ما لم يحدث، وأشارت إلى تفويضها لمُحامٍ لأسرة الفنانة لمتابعة الموضوع قانونيًا. وصرّح محامي الأسرة بأن "الملكية الفكرية حق لصيق بالمبدع لا تباع ولا تُشترى، وأضاف أن الشركة المالكة لحقوق استغلال تراث أم كلثوم ملزمة بمتابعة الأمر، وسيُتخذ إجراء قانوني ضدّها إذا لم تفِ بواجبها".
هذه الدولة المفلسة أخلاقيا، وقانونيا، وإنسانيا، هذه الدولة المارقة السارقة، هذه الدولة التي ومنذ إنشائها تعتدي بالسرقة على التراث الفلسطيني، من مأكل وملبس وثقافة وأرض وبشر لأن لا تمتلك شيئا وتريد أن تمتلك كل شيء، هذه الدولة دولة تجمع فيها الناس أشتاتا لا رابط بينهم سوى انتمائهم الديني، حاولوا جاهدا لإحياء اللغة العبرية فاستعانوا بالنحو والصرف للغة العربية، حاولوا أن يخترعوا مطبخا يميزهم فلم يجدوا سوى المطبخ الفلسطيني أمامهم ليتبنوه فاصبح الحمص والفلافل والفول من تراث إسرائيل، أما الموسيقى الهجينة التي ليس لها أي طابع مميز ولم يلتفت إليها أحد رغم كل محاولات يوروفيجن للترويج لها، فلم يجدوا أمامهم سوى الموسيقى العربية فسرقوا أنغام فريد الأطرش، ومحمد عبد الوهاب، وبليغ حمدي، واليوم يعتدون على كوكب الشرق وغدا سيعتدون على أيقونتنا الثانية عز لبنان السيدة العظيمة فيروز التي غنت للقدس العتيقة التي مشت في شوارعها ويافا وبيسان. وهذا الاعتداءات تثبت أصالة الفن العربي الموسيقي، وطابعه المميز، فأم كلثوم هذه المرأة الفريدة بصوتها وأدائها وأغانيها التي انتشرت في جميع أنحاء العالم ظاهرة لن تتكرر، ومهما فعل هؤلاء لن ينجحوا بصناعة فن مماثل لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وأيقونتنا العظمة على العظمة الهرم الرابع الشامخ غنت لفلسطين، كما غنت الأيقونة جارة القمر، بعد حرب حزيران العدوانية "أصبح عندي الآن بندقية إلى فلسطين خذوني معكم" هل ستجرؤ هذه فرقة "النور" بغنائها في حيفا ويافا وبئر السبع.