يعتمد بنيامين مليوكوفسكي (نتنياهو) على مقولة رئيس الدعاية النازي جوزيف غوبلز: "اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس"، ففي خطابه الذي تردد صدى صوته على جدران قاعة الأمم المتحدة بعد أن فرغت من الوفود التي انسحبت احتجاجا على وجوده في القاعة، لم يصدق بكلمة واحدة، فكمية الكذب التي تفوه بها لم تنم إلا عن كمية الفشل الذريع التي مني بها خلال العامين الماضيين وما وقع بهما من أحداث من حرب غزة، والاعتداءات على غزة والضفة الغربية وسوريا واليمن وإيران، والكذب الذي لم يصدقه حتى الحلفاء اقترن بالتهديد والوعيد بعنجهية المنتصر بالكذب إذ عدد الانتصارات التي حققتها إسرائيل على حماس وإيران ومؤيديهما في حين ذكرت أكثر من جهة دولية أن نتنياهو طلب من صديقه دونالد ترامب وقف الحرب على إيران بعد أن فرغت ذخيرته للرد على الصواريخ الإيرانية التي دمرت أكثر المراكز حيوية في إسرائيل، أما الحرب على غزة وبعد سنتين من اندلاعها مازالت المقاومة تكبد جيشه العرمرم خسائر فادحة في العتاد والأرواح، ولم يفلح إلى اليوم بالقضاء عليها، ووقع في تناقض نفسه عندما أعلن أنه أمر ببث خطابه عبر مكبرات الصوت ليسمعه "الرهائن الإسرائيليون" وأعضاء حماس الذي دعاهم لإلقاء السلاح فأين هذا الانتصار؟ وقد وصفت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن هذه العملية غير مسبوقة، فيما وصفها المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأنها تحاكي أساليب النازيين. وفي السابع من أكتوبر يتهم حماس بقتل الأطفال وإحراقهم وهذه الكذبة تم دحضها من أكثر من منظمة دولية، في الوقت الذي قتل جيشه "الأكثر أخلاقية في العالم" أكثر من 20 ألف طفل في غزة منهم من مات حرقا، ويقول إن غزة لا تعاني من مجاعة وأن المساعدات تستولي عليها حماس ثم تبيعها بأسعار مرتفعة، والواقع يدحض كذبه فصور قتلى المجوعين وقتلى الباحثين عن المساعدات بالرصاص تملأ شاشات العالم، ورفض الاتهامات الموجهة لجيشه بارتكاب إبادة جماعية إذ قال حرفيا:" انظروا إلى الاتهامات الخاطئة بالإبادة الجماعية، بأن إسرائيل تستهدف المدنيين، لكن ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة" مع أن أكثر من منظمة عالمية أكدت بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بعد أن تم قتل أكثر من 60 ألفا وإصابة ما ينوف عن 100 ألف مصاب، ونسي أن محكمة الجنايات الدولية اتهمته بارتكاب جرائم حرب وهو مطلوب للعدالة الدولية ويضطر في كل مرة يتوجه بها إلى واشنطن تحاشي أجواء الدول التي تنتظره ليتم اعتقاله. ووصف دولا بأكملها بأنها معادية للسامية (يقصد الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية) وشدد على أن إعلان "دولة فلسطينية" سيكون بمثابة انتحار لإسرائيل، زاعماً أن حتى "الفلسطينيين ومعظم الإسرائيليين لا يريدون ذلك. ونسي أن الفلسطينيين والعرب يناضلون منذ إنشاء دولة إسرائيل لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي وإعلان الدولة الفلسطينية حسب قرارات الأمم المتحدة نفسها التي وقف على منبرها ليتفوه بهذه الكلمة المفعمة بالكذب والتلفيق وصفها البعض بأنها رصاصة رحمة أطلقها نتنياهو على نفسه لأنها ستكون الأخيرة؟
.